responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 233


يقال لرجل متخلّف : " في الصّيفِ ضَيّعَتِ اللّبنَ " بكسر التّاء لأنّه في الأصل لامرأة [1] ، فمورده الشّخص المتخلِّف سواء كان رجلا أو امرأة واحداً أو اثنين أو جماعة بلا تغيير في العبارة .
شرائط حُسن الاستعارة حُسن كلٍّ من الاستعارات برعاية جهات حُسن التّشبيه ، كأن يكون وجه الشّبه شاملا للطّرفين والتّشبيه وافياً بإفادة ما عُلّق به من الغرض ، وبأن لا تشمّ التحقيقيّة والتّمثيل رائحة التّشبيه من جهة اللّفظ لأنّ مبنى الاستعارة على تناسي التّشبيه وادّعاء دخول المشبّه في المشبّه به ، ولذلكَ يوصى أن يكون الشّبه بين الطّرفين جليّاً لئلاّ تصير الاستعارة ألغازاً وتعميةً كما لو قيل في الاستعارة التّحقيقيّة " رأيت أسداً " وأُريد إنسان أبخر [2] لأنّ الشّبه بين الطّرفين خفيّ [3] . وفي التّمثيل " رأيت إبلا مائة لا تجد فيها راحلة " وأُريد النّاس [4] من كلام النّبي ( صلى الله عليه وآله ) :
النّاس كإبل مائة لا تجِد فيها راحلة واحدة [5] . " الرّاحلة " الجَمل النّجيب أو النّاقة النّجيبة يختارها الرّجل لركوبه . يعني أنَّ المرضيّ المنتخب من النّاس في عزّة وجوده كالنّجيبة المنتخبة الّتي لا توجد في كثير من الإبل .
تعيّن الاستعارة إذا كان الشبه بين الطّرفين قويّاً حتّى اتّحَدَ كالعِلم والنّور والظّلمة والشّبهة



[1] قصّتها أنّها كانت تزوّجت شيخاً غنيّاً فكرهته فَطلّقها في زمن الصّيف ثمّ تزوّجت شابّاً فقيراً فأصابها جدب فأرسلت تطلب لبناً من زوجها الأوّل فقال لها " الصّيفَ ضيّعتِ اللّبَنَ " وقرئ " في الصّيف " و " بالصّيف " أيضاً .
[2] أي فمه سيّئ الرّائحة .
[3] فلو أُريد الشّجاع لم يكن ألغازاً لكون الشّبه جليّاً إذ الأسد ظاهر في الشّجاعة لا في الأبخريّة .
[4] يعني لا توجد في مائة إنسان شخص نجيب ، وعلّة ألغازه كون الشّبه بين الطّرفين خفيّاً إذ الإبل بين العُرف عُرف بالصّبر والاستقامة ، ولم يكن في الحديث ألغاز لأنّه تشبيه لا استعارة .
[5] بحار الأنوار : ج 58 ص 66 الحديث 52 .

233

نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست