responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 229


الموضوعة للمشبّه به ، لأنَّ علّة الالتقاط حقيقة المحبّة والتّبني لا غيرهما ، واللاّم وضعت للعلّيّة الحقيقيّة ، واستعماله فيما يشبه العلّيّة " استعارة " وكذا " تبعيّةٌ " لأنَّ أصل الاستعارة للعلّية والغرضيّة ثمّ بتبعها [1] جرت الاستعارة في اللاّم فصار حكم " اللاّم " حيث استعيرت لما يشبه العلّيّة حكم " الأسد " في مثال " رأيت أسداً يرمي " .
والاستعارة في الفعل نحو " نطقت الحال بكذا " المشبّه دلالة الحال ، والمشبّه به نطق النّاطق ، ووجه الشبّه إيضاح المعنى وإيصاله إلى الذّهن ، ثمّ حذف المشبّه أي الدّلالة وأُقيمت المشبّه به أي " نطقت " مقامها . ومعنى " التبعيّة " أنّ الاستعارة في الأصل للمصدر أي النّطق ، وجرت في الفعل بتبع المصدر .
وإذا أطلق النّطق على الدّلالة لا باعتبار التّشبيه بل باعتبار أنّ الدّلالة لازمة للنّطق يكون مجازاً مرسلا . وقد عرفت أنّه لا امتناع في أن يكون اللّفظ الواحد بالنّسبة إلى المعنى الواحد استعارةً ومجازاً مرسلا باعتبار العلاقتين .
القرينة في الاستعارة التّبعيّة وقرينتها في استعارة الحرف هي المجرور ، نحو ( فبشِّرهم بعذاب أليم ) [2] ، فإنَّ ذكر العذاب قرينة على أنَّ " بَشِّر " استعارة تبعيّة تهكّميّة . فإنَّ التّبشير إخبار بما يَسِرّ ، فلا يناسب تعلّقه بالعذاب ، فعلم أنّ المراد به ضدّه وهو الإنذار - أعني الإخبار بما يحزن - ثمّ نزّل التّضادّ منزلة التّناسب تهكّماً .
وقرينتها في استعارة الفعل وما يشتقّ منه هي الفاعل أوالمفعول . فالفاعل نحو " نطقت الحال بكذا " لأنّ النّطق الحقيقيّ لا يسند إلى الحال ، والمفعول نحو :
جُمِعَ الحَقُّ لَنا في إمام * قَتَل البُخْلَ وأحْيا السّماحا فإنّ القتل والاِحياء الحقيقيّين لا يتعلّقان بالبُخل أو الجود ، ونحو :
نُقْريهمْ لَهْذَميّات نَقُدُّ بها * ما كانَ خاطَ عَلَيْهم كلُّ زَرّادِ



[1] أي بتبع الاستعارة في العلّيّة .
[2] آل عمران ( 3 ) الآية 21 .

229

نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست