نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 224
في ( وقَطّعناهُمْ في الأرضِ أُمماً ) [1] . والجامع إزالة الاجتماع وهي داخلة في مفهوم الطّرفين أي التّقطيع والتّفريق . 6 - العامّيّة والخاصّيّة هذا التقسيم أيضاً باعتبار الجامع . لأنّه قد يكون واضحاً وظاهراً وقد يكون مبهماً وغريباً لا يطّلع عليه إلاّ الخاصّة الّذين أُوتوا ذهناً به ارتفعوا عن طبقة العامّة . فالأوّل هي الاستعارة " العامّيّة " أو " المبتذلة " نحو " رأيت أسداً يرمي " ، والثّاني هي " الخاصّيّة " . والغرابة تحصل من وجهين : ألف : من نفس الشّبه بأن يكون تشبيهاً فيه نوع غرابة ، مثل استعارة " الرّداء " للمعروف لأنّه يصون ويستر عِرض صاحبه كستر الرّداء ما يلقى عليه في هذا البيت : غَمْرُ الرِّداءِ [2] إذا تبسّمَ ضاحكاً * غَلِقَتْ [3] لِضِحْكَتِهِ رِقابُ المالِ وأضاف إليها " الغَمْر " ليكون قرينة على عدم إرادةِ معنى الثّوب إذ الغمر من صفات المال لا من صفات الثّوب . ب : بتصرّف في الاستعارة العامّيّة ، نحو : أخذنا بأطرافِ الأحاديث بيننا * وسالت بأعناقِ المطيّ الأباطحُ [4] استعار سيلان السّيول الواقعة في الأباطح لسير الإبل سيراً حثيثاً ، والشّبه فيها ظاهر عاميّ لكن قد تصرّف فيه بما أفاد اللّطف والغرابة بإسنادِ " سالت " إلى الأباطح دون المطيّ أو أعناقها ، حتّى أفاد أنّه امتلأت الأباطح من الإبل ،
[1] الأعراف ( 7 ) الآية 168 . [2] الغمر : الكثير . والرّداء : الثّوب وهنا بمعنى العطاء . [3] أي علّقَتْ . [4] هي جمع " أبطح " بمعنى مسيل الماء فيه دقاق الحصى ، وتكون فاعلا لِ " سالَتْ " .
224
نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 224