نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 223
عناديّة ، كاستعارة اسم المعدوم للموجود الذي لا ينفع ، واجتماع العدم والوجود في شيء واحد ممتنع [1] ، وكاستعارة الموت للضّلال في الآية . 4 - التّهكّميّة والتّمليحيّة " العناديّة " قد تكون تمليحيّة وقد تكون تهكّميّة وكلاهما بمعنى واحد ، والفرق بالاعتبار ، فالعناديّة عبارة عن استعمال اللّفظ الموضوع لمعنى شريف في نقيضه أو ضدّه ، كقولك " رأيتُ أسداً " إذا رأيتَ إنساناً جباناً ، فَإنْ أردتَ به التّمليح والظّرافة فالاستعارة تمليحيّة ، وإنْ قصدتَ التهكّم والسّخريّة فالاستعارة تهكّميّة ، وكلاهما عناديّة لامتناع اجتماع الجبن مع الشجاعة ، ونحو ( فَبشّرهم بعذاب أليم ) [2] ، استُعيرت البشارة الّتي هي الإخبار بما يأتي بالسّرور ، للإنذار الّذي هو ضدّه بإدخال الإنذار في جنس البشارة على سبيل التّهكّم والاستهزاء ، ولا يخفى امتناع اجتماع التّبشير والإنذار من جهة واحدة . 5 - الخارجيّة والدّاخليّة هذا التّقسيم باعتبار الجامع ، والجامع في الاستعارة بمنزلة وجه الشّبه في التّشبيه ، يعني ما قصد اشتراك الطرفين فيه . ينقسم الجامع إلى خارج وداخل : " الخارجُ " ما كان خارجاً عن مفهوم الطّرفين ، نحو " رأيت أسداً في المدرسة " أي رجلا شجاعاً . فالجامع وهي الشّجاعة أمرٌ خارجٌ عن مفهوم الأسد والرّجل . و " الدّاخل " ما كان داخلا في مفهوم الطرفين ، مثل استعارة " التّقطيع " الموضوع لإزالة الاتّصال بين الأجسام الملتصق بعضها ببعض لتفريق الجماعة
[1] وكذلك استعارة اسم الموجود لمن عدم وفقد لكن بقيت آثاره الجميلة الّتي تحيي ذكره وتديم في النّاس اسمه . [2] آل عمران ( 3 ) الآية 21 .
223
نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 223