نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 222
ذكر الشيء المستعار [1] ثمّ يرمزوا إليه بذكر شيء من روادفه [2] فينبّهُوا بذلك الرمز على مكانه ، نحو شجاع يفترس أقرانه ، ففيه تنبيه على أنّ الشجاع أسد " . فلم يذكر " التّخييليّة " ، وكلامه صريح في أنّ " المستعار " هو اسم المشبّه به المتروك صريحاً المرموز إليه بذكر لازمه . مذهب الخطيب إنّه قال : " الاستعارة المكنيّ عنها عبارة عن إضمار التّشبيه في النّفس وعدم التّصريح بشيء من أركانه ، والاستعارة التّخييليّة أن يذكر المشبّه ويذكر معه أمر مختصّ بالمشبّه به " فعلى هذا تكون التّخييليّة قرينة وعلامة للاستعارة بالكناية وهما متلازمان ، ومثّل بما ذكرنا في قول السكاكيّ [3] . وتفسير الاستعارة بما ذكره شيءٌ لا مستند له في كلام السلف ولا هو مبنيّ على مناسبة لغويّة . 3 - الوفاقيّة والعناديّة إذا أمكن اجتماع المستعار منه والمستعار له في شيء تسمّى الاستعارة " وفاقيّة " نحو ( أوَ مَن كانَ ميْتاً فأحييناه ) [4] أي ضالاًّ فهديناه . استعار الإحياء للهداية وهما قابلان لأن يجتمعا في شخص واحد ، وكذا استعار الميّت للضّالّ وهما ممّا لا يمكن اجتماعهما في شيء [5] . وإذا لم يمكن اجتماع المستعار منه والمستعار له في شيء تسمّى الاستعارة
[1] أي لفظ المشبّه به أو المستعار منه . [2] في المثال الذي ذكره أراد من " المستعار " لفظ " السّبع " ومن روادفه لفظ " يفترس " . [3] أي " وإذا المنيّة أَنْشَبَتْ أظفارها . . . " . [4] الأنعام ( 6 ) الآية 122 . [5] إذ الميّت لا يوصف بالضّلال لأنّ المراد بالضّلال الكفر وهو جحد الحقّ ، والجحد لا يقع من الميّت لانتفاء شرطه وهو الحياة .
222
نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 222