نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 211
" الصّلاة " إذا استعملها المخاطب بعرف الشّرع في الدُّعاء فإنّه يكون مجازاً وإن كانَ حقيقةً بهذا المعنى في اللّغة لأنّها وضعت في اللّغةِ بمعنى الدّعاء وفي الشّرع للأركان المخصوصة . و " الوضع " تعيين اللّفظ للدّلالة على معنى بنفسه لا بقرينة تنضمّ إليه . فخرج من تعريف الحقيقة " المجاز " دون " المشترك " لأنّه قد عيّن للدّلالة على كلٍّ مِن المعنيين بنفسه . المجاز وهو في الأصل " مفعل " من جاز المكان يجوزه إذا تعدّاهُ . نقل إلى الكلمة الجائزة أي المتعدّية مكانها الأصلي ، ويكون على قسمين : مفرد ومركّب . المجاز المفرد [1] هو " الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له في اصطلاح به التّخاطب على وجه يصحّ مع قرينة عدم إرادة الموضوع له " . وبقيد " في اصطلاح به التّخاطب " دُخِل المجاز المستعمل فيما وضع له في اصطلاح آخر كلفظ " الصّلاة " إذا استعمله المخاطب بعرف الشّرع في الدّعاء مجازاً فإنّه ليس بمستعمل فيما وضع له في اصطلاح الذي وقع به التّخاطب أي الشّرع . وقولنا في التّعريف " على وجه يصحّ " أي مع العلاقة . والعلاقة هي الأمر الّذي به الارتباط بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي كالمشابهة في الاستعارة وكالسَّببيّة والمسبّبيّة في المجاز المرسل . وبهذا القيد خرج الغلط عن تعريف المجاز كقولنا " خذ هذا الفرس " مشيراً إلى كتاب لأنّ هذا الاستعمال ليس على وجه يصحّ .