نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 171
دَلَّ بمفهومه على نفي الكامل من الرّجال ، وقد أكّده بقوله " أيُّ الرّجال المُهذّبُ " وهو استفهام بمعنى الإنكار ، أي ليس في الرّجال مُنَقّحُ الفعال ، مَرضيُّ الخصال . التّكميل ويسمّى " الاحتراس " [1] أيضاً ، وهو أن يُؤتى في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفع إيهام خلاف المقصود ، وذلك الدّافع على قسمين : ألف : يكون في وسط الكلام ، نحو " غيرَ مفسدِها " في قوله : فسقى ديارَكَ غيرَ مُفْسدِها * صَوْبُ الرّبيعِ وديمَة تَهمي " غير مفسدها " منصوب على الحال من فاعل " سقى " وهو " صوب الرّبيع " أي نزول المطر ووقوعه في الرّبيع . و " ديمة تهمي " أي تسيل . فلمّا كان المطر قد يؤول إلى خراب الدّيار وفسادها أتى بقولهِ " غيرَ مفسدِها " دفعاً لذلكَ . ب : يكون في آخر الكلام ، نحو قوله تعالى ( أعزّة على الكافرينَ ) بعد قوله ( أذلّة على المؤمنين ) [2] فإنّه لمّا كانَ يوهم أن يكون ذلكَ لضعفهم دفعه بقولهِ " أعزّة على الكافرين " تنبيهاً على أنَّ ذلكَ تواضع منهم للمؤمنين ، ولهذا عُدّيَ الذّلُ ب " على " لتضمّنه معنى العطف مع أنّه يتعدّى باللام ، يقال " ذَلَّ لَهُ " . التّتميم وهو أنْ يُؤتى في كلام لا يوهم خلاف المقصود بفضلة مثل المفعول أو الحال أو نحو ذلك ممّا ليس بجملة مستقلّة لنكتة كالمبالغة ، نحو ( ويطعمونَ الطّعامَ على حبّه ) [3] على أن يكون الضمير في " حبّه " للطّعام أي " يطعمونه مع حبّهِ والاحتياج إليه " وإن جعل الضمير لله تعالى أي يطعمونه على حبّ اللهِ تعالى فهو لتأديةِ أصل المراد .
[1] لأنَّ فيه الاحتراز عن توهّم خلاف المقصود . [2] المائدة ( 5 ) الآية 54 . [3] الدّهر ( 76 ) الآية 8 .
171
نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 171