نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 170
وفي غير البيت كالحثِّ على الاتّباع في قوله تعالى ( يا قوم اتّبِعُوا المرسلين * اتّبِعُوا من لا يسألكُم أجراً وهم مُهتدون ) [1] فجملة " وهم مُهتدون " ممّا يتمّ المعنى بدونها لأنَّ الرّسُولَ مُهْتد لا محالة إلاّ أنَّ فيها زيادة حَثٍّ على الاتّباع وترغيب في الرّسل . التّذييل وهو تعقيب الجملة بجملة أُخرى تشتمل على معناها للتّأكيد ، وهو ضربان : ألف : ضربٌ لم يخرج مخرج المثل ، بأن لم يستقلّ بإفادة المراد بل يتوقّف على ما قبله ، نحو ( ذلكَ جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلاّ الْكَفُور ) [2] على وجه وهو أنْ يراد " وهل نُجازي ذلكَ الجزاءُ المخصوص إلاّ الكفور " فيتعلّق بما قبله ، وأمّا على الوجه الآخر وهو أن يراد " وهل يعاقب إلاّ الكفور " بناءاً على أنَّ المجازاة هي المكافاة إنْ خيراً فخيراً وإنْ شرّاً فشرّاً ، فهو مِنَ الضّرب الثّاني . ب : ضربٌ أُخرج مخرج المثل ، بأن يقصد بالجملة الثّانية حكمٌ كليٌّ منفصلٌ عمّا قبله جار مجرى الأمثال في الاستقلال وفُشوّ الاستعمال ، نحو ( قل جاءَ الحقّ وزهق الباطل إنَّ الباطلَ كانَ زَهوقاً ) [3] . والتذييل أيضاً على قسمين : الأوّل : لتأكيد المنطوق ، كالآية المذكورة ، فإنَّ زهوق الباطل منطوق في قوله تعالى " زهق الباطل " . الثاني : لتأكيد المفهوم ، كقوله : ولَسْتَ بِمُستَبق أخاً لا تَلُمُّهُ * على شَعَث أيُّ الرّجالِ المُهذَّبُ " لَستَ " على لفظ الخطاب . " لاتَلمّهُ " حال من " أخاً " لعمومه أو من ضمير المخاطب في " لَستَ " . " على شَعَث " أي تفرّق الحال وذميم الخصال فهذا الكلام