نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 168
الثّالثة : تكمل لذّة العلم بالمعنى لأنّ نيل الشّيء بعد الشّوق والطّلب ألذّ ، نحو : ( ربّ اشرح لي صدري ) [1] فإنَّ " اشرح لي " يفيد طلب الشرح للشّيء و " صدري " يفيد تفسيره . وللإيضاح بعد الإبهام موردان : ألف : التّوشيع ، وهو في اللّغةِ لفّ القطن المندوف ، وفي الاصطلاح أن يُؤتى في عجز الكلام بمثنّى مُفَسّر باسمين ثانيهما معطوف على الأوّل ، نحو : " يشيب ابن آدم ويَشُبّ فيه خصلتان : الحرص وطول الأمل " [2] . ب : باب " نِعمَ " على قول مَن يجعل المخصوص خبر مبتدأ محذوف نحو : ( نِعمَ العبد ) [3] أي " هو أيُّوبُ " . وكذا عند مَن يجعله مبتدأ محذوف الخبر أي " أيّوبُ ممدوح " [4] ، بخلافِ مَن يجعله مبتدأً قدّمَ عليه خبره لأنّ الكلام يكون حينئذ جملة واحدة . ووجه حسن باب " نِعمَ " سوى الإيضاح بعد الإبهام إبراز الكلام في معرض الاعتدال [5] أوّلا ، وإيهام الجمع بين المتنافيين [6] ثانياً ، ولا شكَّ أنَّ إيهام [7] الجمع من الأُمور المستغربة الّتي تستلذّها النّفس . ذكر الخاصّ بعد العامّ وهو لا يأتي إلاّ بالعطف [8] ويكون للتّنبيه على مزيّة الخاصّ حتّى كأنّه ليس
[1] طه ( 20 ) الآية 25 . [2] بحار الأنوار : ج 73 ص 22 في ذيل الحديث 11 . [3] ص ( 38 ) الآية 30 . [4] إذ لو أُريد المساواة لقيل " نِعمَ أيّوبُ " . [5] من جهةِ الإطناب والإيجاز . الإطناب بالإيضاح بعد الإبهام والإيجاز بحذف المبتدأ . [6] اي الإطناب والإيجاز . [7] لأنّ حقيقة جمع المتنافيين أن يصدق على ذات واحدة وصفان يمتنع اجتماعهما على شيء واحد في زمان واحد من جهة واحدة وهو محال ، وهنا ليس كذلك لاختلاف الجهتين إذ الإيجاز من جهة حذف المبتدأ والإطناب من جهة ذكر الخبر بعد ذكر ما يعمّه . [8] لأنّ العطف يقتضي المغايرة فيكون ذكر الخاص فيه لأجلِ التّنبيه على مزيّة الخاصّ ، أمّا غيره من التّوابع فإنّ ذكر الخاصّ بعد العامّ فيه يكون للإيضاح فيكون من النوع السّابق لا من هذا النّوع . ( 1 ) البقرة ( 2 ) الآية 238 .
168
نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 168