نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 160
فإن قيل : في الآية حذف المستثنى منه فيكون إيجازاً لا مساواة . قلنا : اعتبار هذا الحذف رعاية لأمر لفظيّ لا يفتقر إليه في تأديةِ أصل المراد حتّى لو صرّح به لكان إطناباً بل تطويلا ، فلم يكن لفظ الآيةِ ناقصاً عن أصل المراد . الإيجاز : وهو ضربان : إيجاز القصر ، وإيجاز الحذف . إيجاز القصر : وهو إتيان الكلام الّذي معناهُ كثير ولفظه قليل ولا حذف فيه ، نحو ( في القِصاص حياةٌ ) [1] ، فإنّ معناهُ أنّ الإنسان إذا علم أنّه إذا قَتَل قُتِل كان ذلك داعياً له إلى أن لا يقدم على القتل . فارتفع بالقتل الّذي هو القِصاص كثير من قتل النّاس بعضم لبعض وكان بارتفاع القتل حياةٌ لهم وليس فيه حذف شيء يؤدّي به أصل المراد . واعتبار الفعل الّذي يتعلّق به الظّرف رعاية لأمر لفظيّ حتى لو ذكر لكان تطويلا . ورجحان الآية على ما كان عندهم أوجز كلام في هذا المعني [ وهو قولهم " القتل أنفى للقتل " ] بهذه النّكات : 1 - قلّة الحروف ، لأنّ حروف ( في القِصاص حياةٌ ) مع التّنوين أحد عشر وحروف " القتل أنفى للقتل " أربعة عشر . أعني الحروف الملفوظة ، إذ بالقراءة يتعلّق الإيجاز لا بالكتابة . 2 - النّصّ على المطلوب يعني الحياة . 3 - ما يفيد تنكير " حياةٌ " من التّعظيم أو النّوعيّة . أمّا التّعظيم لمنع القِصاص إيّاهم عمّا كانوا عليه مِنْ قتل جماعة بواحد فحصل لهم بالقِصاص حياةٌ عظيمةٌ . أمّا النّوعية أي ولكم في القِصاص نوعٌ من الحياة وهي حياة حاصلة للّذي