" لا تَعْبُدونَ " أي " أُعْبُدوا " ، وعُطَف " قولوا " عليه ، فالجملتان إنشائيّتان معنىً ولفظةُ أوليهما خبريّة وأُخراهما إنشائيّة ، و " بالوالدين " متعلّق بمحذوف وهو إمّا " أحْسِنوُا " فيكون مطابقاً لِ " قُولوا " أو " تُحْسِنُونَ " بمعنى " أحْسِنُوا " فيكون مطابقاً لِ " لا تعبُدونَ " .د : إذا كانتا إخباريّتين معنىً ومختلفتين لفظاً [1] نحو ( إنّي أُشْهِدُ اللهَ واشْهدوا أنّى بَريءٌ ممّا تُشركوُنَ ) [2] أي " أُشهِدُكم " ، فتكون الأُولى إخباريّة والثّانية إنشائية مع كونهما في المعنى إخباريّتين .محسِّنات الوصل بعد الفراغ عن وجود المصحّح ينبغي للعطف وجود مُحَسِّن ، مثل ما نذكره :1 - تناسب الجملتين في الاسميّة والفعلية ، نحو " زيدٌ قائم وعمروٌ قاعد " و " قامَ زيدٌ وقعد عمروٌ " إلاّ لمانع مثل أن يراد في إحداهما التّجدّد وفي الأُخرى الثّبوت ، نحو " قامَ زيدٌ وعمروٌ قاعدٌ " .2 - تناسب الفعليّتين في المضيّ والمضارعة ، نحو " قام زيدٌ وقعد عمروٌ " و " يقوم زيدٌ ويقعد عمروٌ " إلاّ لمانع مثل أنْ يراد في إحداهما المضيّ وفي الأُخرى المضارعة فيقال " زيدٌ قام وعمروٌ يقعد " .3 - تناسب الجملتين في الإطلاق والتّقييد ، نحو " قامَ زيدٌ ويقومُ عمروٌ " و " جاء زيدٌ راكباً ويجيء عمروٌ راجلا " إلاّ لمانع مثل أن يراد في إحداهما الإطلاق وفي الأُخرى التّقييد بالشرط ، نحو ( وقالوُا لولا أُنزل عليه مَلَكٌ ولو أنزلنا ملَكاً لَقُضِيَ الأمر ) [3] ، فجملة " أنزلنا ملَكاً . . . " مقيّد بالشّرط بخلاف " أُنْزِلَ " . ونحو ( إذا جاءَ أجلهم لا يَستأخرونَ ساعةً ولا يستقدمونَ ) [4] ، لأنَّ " لا يستقدمونَ " عطفت
[1] وهو أيضاً ثلاثة أقسام ، ألف : كلتاهما إنشائيّتان ، ب : الأُولى انشائيّة والثّانية إخباريّةُ ، ج : عكس هذا . [2] هود ( 11 ) الآية 54 . [3] الأنعام ( 6 ) الآية 8 . [4] الأعراف ( 7 ) الآية 34 .