نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 150
للكلام السّابق كأنّه قيل " هل الامر كذلك " فقال " لا " أي ليس الأمر كذلك . وهي جملة إخباريّة و " أيّدكَ الله " جملة إنشائيّة دعائيّة وبينهما كمال الانقطاع لكن عطفت عليها لأنّ تركَ العطف يوهم أنّه دعاء على المخاطب بعدم التّأييد ، مع أنّ المقصود الدّعاء له بالتّأييد . فأينما وقع هذا الكلام فالمعطوف عليه هو مضمون قولهم " لا " . 3 - التّوسط بين كمال الاتّصال والانقطاع [1] إذا لم يكن بين الجملتين كمال الاتّصال ولا كمال الانقطاع بل كانتا على حدٍّ وسط بين الكمالين عطفت الثّانية على الأُولى ، وله مواضعٌ : ألف : إذا كانتا خبريّتين لفظاً ومعنىً نحو ( يُخادِعُونَ اللهَ وهُوَ خادعُهُم " [2] . فالجملتان خبريّتان والاختلاف بالاسميّة والفعليّة ، ونحو ( إنَّ الابرارَ لفي نعيم * وإنّ الفجّار لفي جحيم ) [3] . ب : إذا كانتا إنشائيّتين لفظاً ومعنىً نحو ( واعبدوا اللهَ ولا تُشْرِكوا به شيئاً ) [4] فالجملتان إنشائيّتان والاختلاف بالأمر والنّهي ، ونحو ( فادعُ واستقم كما أُمِرْتَ ) [5] . ج : إذا كانتا إنشائيّتين معنىً ومختلفتين لفظاً [6] نحو " اذهب إلى فلان وتقول له كذا " [7] أي " و قل له كذا " ، ونحو ( وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبُدُونَ إلاّ الله وبالوالدَينِ إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقُولوا للنّاسَ حُسْناً ) [8] .
[1] أي عدم كمال الانقطاع وعدم كمال الاتّصال إذ مع كمال أحدهما يجب الفصل كما ذكرنا في " مواضع الفصل " ص 144 . [2] النّساء [4] الآية 142 . [3] الانفطار ( 82 ) الآية 13 و 14 . ( 4 ) النّساء ( 4 ) الآية 36 . [5] الشّورى ( 42 ) الآية 15 . [6] وهو ثلاثة أقسام ، ألف : كلتاهما إخباريّتان ، ب : الأُولى إخباريّة والثّانية إنشائيّة ، ج : عكس هذا . [7] الجملة الأُولى إنشائيّة والثّانية إخباريّة . [8] البقرة ( 2 ) الآية 83 .
150
نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 150