نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 128
و " المركّبة " هي الّتي يطلب بها وجود شيء لشيء أوْ لا وجوده ، كقولنا " هل الحركة دائمةٌ أو لا دائمةٌ ؟ " فإنَّ المطلوب وجود الدّوام للحركة أو لا وجوده لها . فقد اعتبر في المركّبة غير الوجودِ شيئان [1] وفي البسيطة شيءٌ واحد [2] فكانت بالنّسبة إليها مركّبةٌ . والباقية من ألفاظ الاستفهام تشتركُ في أنّها لطلب التصوّر فقط وتختلف من جهةِ أنّ المطلوب بكلٍّ منها تصوّر شيء آخر . ما يطلب ب " ما " شرح الاسم كقولنا " ما العنقاء ؟ " طالباً أن يشرح هذا الاسم ويبيّن مفهومه ، فيجاب بإيراد لفظ أشهر . وقد يطلب ب " ما " شرح حقيقة الشّيء ، أي مفهومه التّفصيلي ، كقولنا " ما الحركة ؟ " أي ما حقيقة مفهوم هذا اللّفظ ؟ فيجابُ بإيرادِ ذاتيّاته . وتقع " هل " البسيطة في التّرتيب بين " ما " الّتي لشرح الاسم والّتي لطلب الماهيّة ، يعني أنّ مقتضى التّرتيب الطّبيعي أن يطلب أوّلا شرح الاسم ثمَّ وجود المفهوم في نفسه ثمّ ماهيّته وحقيقته ، لأنَّ مَن لا يعرف مفهوم اللّفظ استحال منه أن يطلب وجود ذلك المفهوم ، ومَن لا يعرف أنّه موجودٌ استحال منه أن يطلب حقيقته وماهيّتهُ إذ لا حقيقة للمعدوم ولا ماهيّة له . والفرق بين المفهوم من الاسم بالجملة وبين الماهيّة الّتي تُفهم من الحدّ بالتّفصيل غير قليل ، فإنَّ كلّ من خوطب باسم فهم فهماً مّا ، ووقفَ على الشّيء الّذي يدلّ عليه الاسم إذا كانَ عالماً باللّغة . وأمّا الحدّ فلا يقف عليه إلاّ المرتاض بصناعة المنطق . وقد يسأل ب " ما " عن الجنس تقول " ما عندك ؟ " أي أيّ أجناس الأشياء عندك ؟ وجوابه " كتابٌ " ونحوه ، أو عن الوصف تقول " ما زيدٌ ؟ " وجوابه " الكريم " ونحوه .