نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 120
( ما محمّدٌ إلاّ رسول ) [1] ردّاً على مَن قال هو رسول ويتبرّى من الهلاك . لأنّ المخاطبون وهمُ الصّحابة كانوا عالمين بكونه مقصوراً على الرّسالة لكنّهم لمّا كانوا يَعُدّونَ هلاكه أمراً عظيماً نزّل استعظامهم هلاكه منزلة إنكارهم إيّاه فاستعمل له النّفي والاستثناء . واعتبار المناسب للتنزيل المذكور الإشعار بعظم هذا الأمر في نفوسهم وشدّة حرصهم على بقائه ( صلى الله عليه وآله ) عندهم . ب : تنزيل المجهول منزلة المعلوم لادّعاءِ ظهوره ، فيُستعمل له " إنّما " نحو قوله تعالى حكايةً عن اليهود ( انّما نحن مُصْلِحونَ ) [2] . ادّعوا أنّ كونهم مصلحين أمر ظاهر ، من شأنه أن لا يجهله المخاطب ولا ينكره ، ولذلك جاءَ ( ألا إنّهم هُمُ المفسدون ) [3] للرّدّ عليهم مؤكّداً بالجملة الاسميّة الدّالّة على الثّبات ، وتعريف الخبر الدّالّ على الحصر ، وتوسيطِ ضمير الفصل المؤكّد للحصر ، وتصدير الكلام بحرف التّنبيه الدّالّ على أنَّ مضمون الكلام ممّا له خطر وبه عناية ، ثمَّ التّاكيد ب " انّ " ، ثمّ تعقّبه بما يدلّ على التّقريع والتّوبيخ وهو قوله " ولكن لا يشعرون " ، ففيها ستّة تأكيدات . ترجيح " إنّما " على العطف مزيّة " إنّما " على " العطف " أنّه يعقل منها الحكمان - أعني الإثبات للمذكور والنّفي عمّا عداه معاً - بخلاف العطف فإنّه يفهم منه أوّلا الإثبات ثمّ النّفي ، نحو " زيدٌ قائمٌ لا قاعدٌ " ، أو العكس ، نحو " ما زيدٌ قائماً بل قاعداً " . وأحسنُ مواقع " إنّما " التّعريض ، نحو ( إنّما يتذكّر أُولو الألباب ) [4] فإنّه تعريض بأنَّ الكفّار من فرط جهلهم كالبهائم ، فطمع النّظر منهم كطمعه منها . مواقع القصر : " القصر " كما يقع بين المبتدأ والخبر - على ما مَرَّ - يقع بين الفعل والفاعل ، نحو " ما قامَ إلاّ زيدٌ " . وبين الفاعل والمفعول ، نحو " ما ضَرَبَ زيدٌ إلاّ عمراً "