نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 119
ج : إنّ النّفي ب " لا " العاطفة لا يجامع النّفي والاستثناء فلا يصحّ " ما زيد إلاّ قائمٌ لا قاعدٌ " وقد يقع مثل ذلك في كلام المصنّفين لا البلغاء . لأنّ شرط المنفيّ ب " لا " العاطفة أن لا يكون ذلك المنفيّ منفيّاً قبلها بغيرها من أدواة النّفي ، وهذا الشّرط مفقود في النّفي والاستثناء . ويجامع النّفي ب " لا " العاطفة " انّما والتّقديم " فيقال " إنّما أنا قرشيٌّ لا حبشيّ " و " هو يأتيني لا عمرو " . لأنّ النفي فيهما غير مصرّح به كما إذا قلنا " امتنع زيد عن المجيء لا عمرو " فانّه يدلّ على نفي المجيء عن زيد ضمناً لا صريحاً وإنّما معناه الصّريح إيجاب امتناع المجيء عن زيد فيكون " لا " رفعاً لذلك الإيجاب . قال الشيخ عبد القاهر : لا تحسن مجامعة النّفي ب " لا " العاطفة مع " إنّما " في الوصف المختصّ كما تحسن في غيره نحو ( انّما يستجيبُ الّذينَ يسمعون ) [1] فإنّه لا يحسن أن يقال " لا الّذينَ لا يسمعون " لأنّ الاستجابة لا تكون إلاّ ممّن يسمع ويعقل بخلاف " إنّما يقوم زيدٌ لا عمروٌ " إذ القيام ليس ممّا يختصّ بزيد . د : ويستعمل " النّفي والاستثناء " في الحكم الّذي ينكرُه المخاطب بخلاف " إنّما " فإنّه يستعمل في خبر من شأنه أن لا يجهله المخاطب ولا ينكره حتّى أنّ إنكاره يزولُ بأدنى تنبيه لعدم إصراره عليه ، نحو " إنّما هو أخوك " لمن يعلم ذلك ويقرّ به وأنت تريد أن ترقِّقَه وتُشفِقَه عليه ، ونحو ( انّما عليكَ البلاغ ) [2] و ( انّما أنْتَ مُنذرٌ ) [3] . التّنزيلات هي مطابقة الكلام على خلاف مقتضى الظّاهر مع مطابقته لمقتضى الحال كما مرّ ، ولها موارد : ألف : تنزيل المعلوم منزلة المجهول فيُستعمل له " النّفي والاستثناء " نحو