نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 118
وكلمة " إنّما " من أداة الحصر بدليلين : الف : قول النّحاة : إنّما لإثبات ما يذكر بعده ونفي ما سواه . ب : صحّة انفصال الضّمير معه ، نحو " إنّما يقوم أنا " فإنّ جواز الانفصال إنّما يكون عند تعذّر الاتّصال ولا تعذّر هنا إلاّ بأن يكون المعنى " ما يَقُومُ إلاّ أنا " وكما في قول الفرزدق : أنا الذائِدُ الحامِي الذِّمار وإنّما * يُدافِعُ عن أحسابِهِم أنا أو مِثْلي فالمعنى " لا يدافع عن أحسابهم إلاّ انا أو مثلي " ولإفادة هذا المعنى اتى الشّاعر الفصيح بضمير المنفصل " أنا " دون المتّصل " أُدافِعُ " . ولا يجوز أن يقال إنّه محمول على الضّرورة لأنّه كان يصحّ ان يقال " إنّما أُدافع عن أحسابهم أنا " على أن يكون " أنا " تأكيداً . وايضاً لا يصحّ أن يقال " ما " الموصولة اسم " انَّ " و " انا " خبرها إذ لا ضرورة في العدول عن لفظ " مَنْ " إلى لفظِ " ما " . تقديم ما حقّه التّأخير هو كتقديم الخبر على المبتدأ والمعمولات على الفعل كقولكَ في قصر الموصوف على الصّفة " قرشيٌّ أنا " ، وفي قصر الصّفة على الموصوف " أنا كفيت مُهمَّكَ " . بيان تفاوت الطّرق وهذه الطّرق وإن كانت مشتركة في إفادة القصر لكن تختلفُ من وجوه : ألف : دلالة التّقديم بالفحوى أي بمفهوم الكلام ودلالة الثّلاثة الباقية بالوضع . ب : الأصل في العطف النّصّ على المثبت والمنفيّ كما مرّ ، فلا يترك النّصّ عليهما إلاّ لكراهة الإطناب كما إذا قيل " زيدٌ يعلم النّحو والتّصريف والعروض " فتقول في ردّه " زيدٌ يعلم النّحو لاغير " ولا تقول " لا التّصريف والعروض " أو قيل " زيدٌ يعلم النّحو وعمرو وبكر " فتقول في ردّه " زيد يعلم النّحو لاغير " ولا تقول " لا عمرو ولا بكرٌ " . والأصل في الثّلاثة الباقية النّصّ على المثبت فقط .
118
نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 118