نام کتاب : الإيضاح في علوم البلاغة المعاني والبيان والبديع نویسنده : الخطيب القزويني جلد : 1 صفحه : 294
ومنه قوله ( وبلدة ليس بها أنيس * إلا اليعافير وإلا العيس ) وإذ قد عرفت معنى الاستعارة وأنها مجاز لغوي فاعلم أن الاستعارة تفارق الكذب من وجهين بناء الدعوى فيها على التأويل ونصب القرينة على أن المراد بها خلاف ظاهرها فإن الكاذب يتبرأ من التأويل ولا ينصب دليلا خلاف زعمه وأنها لا تدخل في الأعلام لما سبق من أنها تعتمد إدخال المشبه في جنس المشبه به والعلمية تنافي الجنسية وأيضا لأن العلم لا يدل إلا على تعين شيء من غير إشعار بأنه إنسان أو فرس أو غيرهما فلا اشتراك بين معناه وغيره إلا في مجرد التعين ونحوه من العوارض العامة التي لا يكفي شيء منها جامعا في الاستعارة اللهم إلا إذا تضمن نوع وصفية لسبب خارج كتضمن اسم حاتم الجواد ومادر البخيل وما جرى مجراهما وقرينة الاستعارة إما معنى واحد كقولك رأيت أسدا يرمي أو أكثر كقول بعض العرب ( فإن تعافوا العدل والإيمانا * فإن في إيماننا نيرانا ) أي سيوفا تلمع كأنها شعل نيران كما قال الآخر ( ناهضتهم والبارقات كأنها * شعل على أيديهم تتلهب ) فقوله تعافوا باعتبار كل واحد من تعلقه بالعدل وتعلقه بالإيمان
294
نام کتاب : الإيضاح في علوم البلاغة المعاني والبيان والبديع نویسنده : الخطيب القزويني جلد : 1 صفحه : 294