responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 98


ثم امتنعوا من علامة وإن كانت تاء التأنيث زائدة في المبالغة لما يحصل في اللَّفظ من علامة التأنيث ولا تنحط رتبته عن رتبة التّذكير . ولأنهم جعلوا اللَّفظ مؤنثا لاقتران علامة التأنيث فقالوا للبيضتين الاثنيان ، ووصف بعضهم المنجنيق وهو مؤنث في اللَّغة فقال وكل أنثى حملت أحجارا ، فأمّا الخفير فمعناه لا يصح على اللَّه لأنه من السّتر ومنه خفرت المرأة .
و قول القائل ثابت في صفة اللَّه قليل الاستعمال ومعناه صحيح فيه وهو الكائن الذي ليس بمنتف ، وقولهم : وتر ، وفرد وفذ جميعه جائز عليه لأنّ معناه معنى التّوحيد ، إلا الفذ ، لأن معناه القلَّة . وقولهم إبراهيم خليل اللَّه فمعناه الاختصاص ، ولا يقال اللَّه خليل إبراهيم ، لأنّه يخص اللَّه بشيء ولا يقاس الصّديق ولا الوامق ولا العاشق على الخليل ، ولا على المحب ، ولا يوصف اللَّه بالكامل ، ولا الوافر لأنّ معناه الذي تمّت أبعاضه وتوفّرت خصاله ولا يوصف اللَّه بالفرح ، لأن الفرح إنما يجوز على من يجوز عليه الغم على أنه مع ذلك متناوله مذموم وليس كالسّرور . يدل على ذلك قوله تعالى : * ( إِنَّه لَفَرِحٌ فَخُورٌ ) * [ سورة هود ، الآية : 10 ] ومما يقلّ استعماله وصفه بالسّار والبار ، وإن كان معناهما صحيحا إذا كان تعالى يسر أولياءه ويبرّهم سمعه وطوله .
فإن قيل : أفيجوز أن يقال في اللَّه تعالى : إنه يمكنه أن يفعل ، ويستطيع أن يفعل ويطيق أن يفعل ؟ قلت : كلّ ذلك جائز إلا قولك : يطيق أن يفعل ، لأن الطَّاقة استفراغ الجهد فيما يقصده الإنسان وقوله تعالى : * ( ذِي الطَّوْلِ ) * [ سورة غافر ، الآية : 3 ] حسن جائز لأن معنى ذو الطَّول وله الطَّول واحد فاعلمه .
و اعلم أنّ قول القائل : ما زال زيد يفعل كذا من العبارات الدّاخلة على المبتدأ والخبر يفيد الزّمان دون الحدث ، وإذا كان كذلك فزيد هو الذي كان مبتدأ وهو المخبر عنه ، والخبر ما بعده ، ولا يستقل بنفسه كما أنّ المبتدأ لا يستقلّ بنفسه وما زال مثل كان وأصبح وأمسى في أنه أفاد الزّمان ، إلا أنه بدخول حرف النفي عليه عاد إلى الإثبات ، لأن نفي النّفي إثبات ، وممّا صدّر بحرف النفي من إخوانه ما برح وما فتئ ، وما انفك ، وقال سيبويه : تقول زايلته مزايلة وزيالا والتزايل تباين الشيء ، وزيلت بينهم فرقت .
فإن قيل : فهل يجوز أن يقال : ما زال زيد يقطع الكلام به ، والمراد ثبت زيد . قلت :
إن أخرجته من جملة العبارات الدّاخلة على المبتدأ والخبر وجعلته فعلا تاما يستغني بفاعله ، ويفارق ما لا يتم إلا بخبره ، لم يمتنع ذلك فيه ، وحينئذ يصير مثل كان الذي يفسر يحدث وجاء في القرآن : * ( وإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ ) * [ سورة البقرة ، الآية : 280 ] وعلى هذا قوله تعالى :
* ( فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ ) * [ سورة يوسف ، الآية : 80 ] لأن تقديره لن أبرح من الأرض لأن برح لا يتعدى مثل زال ، والأرض مخصوص لا يكون ظرفا ، وهذا غير المستعمل في قولهم لم يزل

98

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست