responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 94


جميعا لا يكونان إلا كلاما وقولا فهو كالوعد والعدة . وسمعت شيخنا أبا علي الفارسي يقول : أسماء اللَّه تعالى كلَّها صفات في الأصل إلَّا قولنا اللَّه والسّلام لأنّ السّلام مصدر ، ولفظ اللَّه بما أحدث من صفة ولزوم الألف واللَّام له ، يعدّ من الصفات فصار متبوعا لا تابعا كالألقاب يريد يتبعه الصفات ويقدم به ، ومعناه الذي تحق له العبادة ، فإذا قلنا لم يزل إلها الذي حقّت له العبادة من خلقه إذ أوجدهم . وقولنا إله نكرة ويجمع على الآلهة قال تعالى :
* ( أَ جَعَلَ الآلِهَةَ إِلهاً واحِداً ) * [ سورة القصص ، الآية : 5 ] واشتقّ منه تألَّه الرّجل إذا تنسّك ، قال :
< شعر > سبّحن واسترجعن من تألَّه * لله درّ الغانيات المبدره < / شعر > وروي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم : « أن عيسى عليه السّلام قال له رجل : ما اللَّه ؟ قال : اللَّه إله الآلهة » . وروي عن ابن عباس أنه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين . وروي في قوله تعالى : * ( ويَذَرَكَ وآلِهَتَكَ ) * [ سورة الأعراف ، الآية : 127 ] أنّ معناه وعبادتك ، فالأصل إله حذفت الهمزة منه وجعل الألف واللَّام عوضا منه لازما وأدغم في اللَّام التي هي عين الفعل ، فصار الاسم بالتّعويض والإدغام مختصا بالقديم حتى كأنّه ليس من الإله في شيء ، قال سيبويه : ومثله أناس والنّاس يريد في حذف الهمزة لا في التّعويض بدلالة قوله :
< شعر > إنّ المنايا يطلعن على الأناس الآمنينا < / شعر > فجمع بين الألف واللَّام والهمزة ، ولو كان عوضا لما جاز الجمع بينهما ، وقد قيل في قوله تعالى : * ( هَلْ تَعْلَمُ لَه سَمِيًّا ) * [ سورة مريم ، الآية : 65 ] إنّ الاسم الذي لا سمّي له فيه هو قول القائل : اللَّه بهذه البنية الصفية ، وقولهم في صفات الفعل : يا غياث المستغيثين ، ويا رجاء المرتجين ، ويا دليل المتحيّرين ، موضوع موضع الاسم وكلّ ذلك مجاز وتوسّع ، وكذلك قولنا : قديم إنما وجب له هذا لتّقدمه لا إلى أول ، فهو صفة لذاته وليس ثبت بهذا معنى يسمّى قدما . وقوله تعالى : * ( كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) * [ سورة يس ، الآية : 39 ] وفي آخر :
* ( هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ ) * [ سورة الأحقاف ، الآية : 11 ] يراد به تقدّم له وإن كان القصد إلى المبالغة .
فإن قيل : فهل يوجب إجراء لفظ القديم على اللَّه تعالى وعلى الواحد منّا كما ذكرت تشبّها به ؟ قلت : لا وذلك لأنّ اللَّه تعالى قدم وتقدّم لنفسه والمحدث يقدم بأن الفاعل فعله في الأوقات المتقدّمة ، وإذا كان كذلك فقد اختلف موجب الصّفتين فلم يجب منهما تشبيه ، وعلى هذا قولنا : عالم في القديم والمحدث وقادر وسميع وبصير وحي وقدير وعزيز وملك ومالك ومليك ، على أنّه لو ساعدت العبارة لكان تفرد ما يستحق للذات بعبارة تلزمه ، ويخالف بها غيره وكانت الحيطة في ذلك ، لكنهم استطالوا ذلك وكان يكتفي بعلم الذات من لا يعلم حالها المختصة بها ، فاقتصدوا في العبارة كما اقتصدوا في الأخبار في بابي التذكير

94

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست