responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 70


الذي يدلّ على أنّ شأنهم كان تعظيم الرّجال والإستسلام للمنشأ والذّهاب مع العصبيّة والهوى ما نجد من اعتقاد أكثر أهل البصرة وسوادهم لتقديم عثمان ، واعتقاد أهل الكوفة لتعظيم علي ، ومن اعتقاد أكثر الشاميين لدين بني أمية وحب بني مروان حتى غلط قوم فزعموا أنّ هذا لا يكون إلَّا من قبل الطالع ، أو من قبل التّربة ، كما تجد لأهل كل ماء وهواء نوعا من المنظرة والرّأي والطَّبيعة واللَّون واللَّغة ، والنّشوء والبلدة ولو كان ذلك كما ظنّوا لما حسن الأمر والنّهي ولا كان لإرسال الرّسل معنى ، ولما جاز الثّواب والعقاب بلى لإستمالة النّاس بالتّرغيب والتّرهيب والاصطناع والتّقريب ؛ والذّهاب مع المألوف شأن عجيب .
و ذكر بعض المفسرين وهو عبد اللَّه بن عباس في قوله تعالى : * ( وتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) * [ سورة الواقعة ، الآية : 82 ] أنه القول بالأنواء وقرأ علي ، وتجعلون شكركم أنكم تكذبون ، فأما قوله تعالى : * ( إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ) * [ سورة البقرة ، الآية : 78 ] فإنّ للالف والعادة سلطانا على النّفوس والقلوب قويا وأخذا بالبصائر ، والعيون عزيزا . وكانوا إذا استهجنوا مستكرما ، واستقبحوا مستحسنا ، وعدلوا عن مألوف إلى متروك ، وعن معمول إلى مرفوض وتنقلت بهم الأحوال وتبدّلت لهم الأبدال طلبوا المعاذير والعلل ، وصرفوا الفكر في الأسباب والدّواعي من جوانب الالف والعادة لا من نواحي النّظر والتّدبر لطلب الإصابة ، فرضوا بأن يعملوا الظَّنون ، والأوهام ، وتحمّلوا تلك الأفاعيل على الأسماء فضلا عن الذّوات ثقة بما يشاهدون واغترارا بآرائهم فيما يحكمون لذلك قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم : « لا تسبوا الدّهر فإنّ اللَّه هو الدّهر » لأنه رآهم يقولون لذلك الإعتقاد الفاسد : أباد بني فلان الدّهر ، وأفناهم الليالي كقول بعضهم شعرا :
< شعر > يا دهر قد أكثرت فجعتنا إذا * بسراتنا ووقرت في العظم وسهلتنا ما لست تعقبنا به * يا دهر ما أنصفت في حكم < / شعر > وكقول الآخر :
< شعر > و إنّ أمير المؤمنين وفعله * لكا لدّهر لا عار بما فعل الدّهر < / شعر > ومعنى قوله صلى اللَّه عليه وسلم لا تسبّوا الدّهر أي لا تسبّوا الذي يفعل هذه الأشياء فإنّكم إذا سببتم فاعلها فإنّما يقع السّب على اللَّه تعالى . ومنهم من اعتقد أنّ تلك الحوادث من فعله تعالى لكنّه أجرى العادة بأن يفعلها عند طلوع تلك النّجوم ، أو أفولها لأنّهم مختلفون في ذلك أيضا كأنهم يعدّون تلك التّغيرات أوقاتا لها ، وأمارات وسمّوها الأنواء باتّفاق منهم لأنّ النوء يكون السّقوط والطَّلوع ، وهذا قريب في الدّين والعقل لا إنكار فيه ، وعلى هذا يحمل قول عمر للعبّاس حين استسقى : يا عمّ رسول اللَّه كم بقي من نوء الثّريا . فإنّ العلماء بها يزعمون أنها تعرض في الأفق سبعا لأنّ هذا أمر عيان على مجار قائمة ومسير مركب ، وقد جعل اللَّه

70

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست