responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 533


و قال الحارث بن حلزة ، وكان ينكر الطَّيرة : يا أيها المزمع ثم انثنى . الأبيات وقد مرّت في باب العيافة والقيافة . وأنشد المفضّل شعرا :
< شعر > تغتال عرض الرّويّة المذالة * ولم ينطعها على غلاله إلَّا بحسن الخلق والنّباله * آذن بالبين صريد الصّاله فبات منه القلب في البلباله * ينزو كنز والطَّير في الحباله < / شعر > صريد : تصغير صرد ، وأضاف إلى الصّالة ، وهذا كما يقال : غراب البين .
و لقي النبي صلى اللَّه عليه وسلم حضرميّ بن عامر في ناس من قومه فنسبهم النّبي صلى اللَّه عليه وسلم وقال : « من أنتم ؟ » فقيل : نحن بنو الزّنية فقال عليه السلام : « بل أنتم بنو الرّشدة » فقالوا : لا نرغب عن اسم أبينا ، ولا نكون مثل بني محوله ، يعنون بني عبد اللَّه بن غطفان . قال : « بل أنتم بنو عبد اللَّه فسمّوا بني محوله » .
و ما ذكرناه في هذا الباب كاف في موضعه ، وقد استقصيت الكلام في فنونه وشعبه في كتابي المعروف ( بعنوان الأدب ) وذلك في الباب الجامع لذكر الرّموز والعادات . وهو باب كثير الفوائد ، غريب الموارد .
و في الحديث : أنه كان يعجبه الفأل ويكره الطيرة ، واعترض بعضهم عليه فقال : إذا كان الفأل لا يوجب إلَّا مثل ما توجب الطَّيرة فيما يرجى أو يخاف ، فلا فصل بينهما وذاك أن قول القائل يا واجد وأنت باغ ، لا يوجب أمرا بخلاف ما يوجبه قوله : يا مضلّ ، لأنّ مطلوبك على ما كان عليه لا حقيقة تبدّله ، ولا مجاز يغيّره ، فيؤدّي الحالتين على طريقة واحدة . قلت : إن تسمع كلمة في نفسها مستحسنة وتكون قد أحدثت من قبل طمعا في أمر من عند اللَّه تعالى فيعجبك سماعك لها إذ كان الطَّمع خلاف اليأس ، ولأنّ الكلمة واقفته .
و مثاله أن تسمع وأنت خائف يا سالم ، فالفأل لا يوجب السّلامة ، ولكن كأنّه يبطل اليأس ، ويدفع سوء الظَّن ، والرّجاء باللَّه وحسن الظَّن به محمود مندوب إليه ، وإذا ظنّ أنّ المرجو من حيث وافق تلك الكلمة كالأقرن ، ففرح بذلك فلا بأس عليه . وإذا كان الأمر على هذا فالطَّيرة بعيدة من هذا ، وكذلك المتطيّر فيما يأتيه أو يذره وهذا ظاهر .
و حكى الجاحظ عن الأصمعي ، قال : هرب بعض البصريّين من بعض الطَّواعين فركب حمارا ومضى بأهله نحو سفوان ، فسمع غلاما له أسود يحدو خلفه ويقول : لن يسبق اللَّه على حمار ، ولا على ذي ميعة مطار أن يأتي الحتف على مقدار ، قد يصبح اللَّه أمام السّاري ، فلمّا سمع ذلك رجع بهم ، ومن أعجب ما لهم قول الشّاعر :
< شعر > فإن يبرأ فلم أنفث عليه * وإن يفقد فحقّ له الفقود < / شعر >

533

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 533
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست