responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 36


حائل بينهما وذلك تكوينه لهما جميعا كما أراد . وهذا كما يقال : فعلنا كذا ، ثم استوينا على طريقنا ، أو استمررنا فيها سائرين ولم يشغلنا عن الامتداد شاغل . قال زهير في مصداق ذلك :
< شعر > ثم استمرّوا وقالوا إنّ موعدكم * ماء بشرقي سلمى فيداور كل < / شعر > ويروى ثم استووا ، وتنادوا ، وقد كان اللَّه تعالى قبل تسويته إياها على ما هي عليه خلقها دخانا ، فكون بعد ذلك من الدّخان سماء وشمسا وقمرا وكواكب ومنازل وبروجا وقوله : * ( اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ) * * [ سورة يونس ، الآية : 3 ] يريد الاستيلاء ، والملك يدل عليه قول بعيث :
< شعر > قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق < / شعر > يعني بشر بن مروان لما ولي العراق ، والعرش يحتمل أن يكنى به عن الملك وإن كان الأصل فيه ما يتخذه الملوك من الأسرّة ، ولهذا قيل لقوّام أمر الرّجل العرش ، وإذا اضطرب قيل ثلّ عرشه ، ويحتمل أن يراد به السّماوات والأرض لأنّ كلها سقف عند العرب ، ويقال :
عرشت الشيء ، وسمكت ، وسقفت ، وسطحته بمعنى ، ويكون مجيء ثمّ على هذا النّسق خبرا على خبر لا لترتيب وقت على وقت ومثل هذا قول الشاعر :
< شعر > قل لمن ساد ثمّ ساد أبوه * ثم قد ساد بعد ذلك جدّه < / شعر > وذكر بعض شيوخ أهل النظر أنّ ثم إنما هو لأمر حادث ، واستيلاء اللَّه على العرش ليس بأمر حادث بل لم يزل مالكا لكل شيء ، ومستوليا على كل شيء فيقول : إنّ ثم لرفع العرش إلى فوق السّماوات وهو مكانه الذي هو فيه فهو مستول عليه ومالك له فثمّ للرفع لا للإستيلاء ، والرّفع محدث ، قال ويشبه هذا قوله تعالى : * ( ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ ) * [ سورة يونس ، الآية : 31 ] لأنّ حتّى يكون لأمر حادث وعلم اللَّه ليس بحادث . وإنّما المعنى يجاهد المجاهدون ونحن نعلم ذلك وإنّما قال هذا لأنه لم يعرف ما ذكرناه من الوجه الثّاني في ثم ، ومعنى يغشى اللَّيل النّهار أي يغطي ضياءه ونوره ، فهو كقوله : * ( يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ ويُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ ) * * [ سورة لقمان ، الآية : 29 ] قوله : يطلبه حثيثا أي يطلب اللَّيل النّهار ، والحثيث السّريع ، وذلك كما قال : * ( لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ ) * [ سورة يس ، الآية : 40 ] جعل التّعاقب كالطلَّب وقد مرّ القول في ذلك مستقصى .
قوله تعالى : * ( مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِه ) * * [ سورة النحل ، الآية : 12 ] أي بإرادته وانتصب القمر وما بعده بالفعل ، وهو خلق ، ومسخّرات انتصبت على الحال أي سخّرت بالسير ، والطَّلوع والغروب . قوله تعالى : * ( أَلا لَه الْخَلْقُ والأَمْرُ ) * [ سورة الأعراف ، الآية : 54 ] المراد بالخلق

36

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست