responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 340


فيسمع له صوت وقرقعة ، فعلى قدر كيفية السّحاب وكيفية البخار الحار اليابس المختنق فيه ، يكون ذلك الصّوت الذي هو الرّعد والضوء الذي هو البرق .
فأمّا اختلاف ألوان السّحاب فعلى قدر عمل الحرارة : فإن كانت الحرارة قد عملت فيه عملا شديدا رؤي لون السّحاب أسود ، وإن كانت قد عملت فيه عملا قليلا رؤي السّحاب أبيض ، وإن كان فيما بينهما رؤي أحمر أو أصفر على قدر عمل الحرارة فيها لأنّ الحرارة تحرق الأجسام فتكون ألوانها على حسب إحراقها .
و أما صغر قطر المطر وكبره : فعلى قدر شدّة دفع الرّيح السّحاب وضعفه : فإن دفعته دفعا شديدا اجتمعت أجزاؤه ، فكان منه قطر كبار . وإن دفعته دفعا ضعيفا كان منه قطر صغار .
و أمّا اختلاف ألوان البرق فعلى قدر السّحاب الذي يتصدّع ، فإنّ البرق أيضا مختلف اللَّون ، فربّما كان إلى السّواد ما هو ، وربّما كان إلى الصّفرة ما هو ، وإلى الشّقرة ، وذلك كلَّه على قدر كيفية السّحاب ، فهذا ما في الرّعد والبرق والسّحاب .
فأمّا الصّاعقة في اللغة فهي الواقع الشّديد من صوت الرّعد يسقط معه قطعة من نار ، وصوت العذاب أيضا . وقد صعقتهم السّماء وأصقعتهم ، ويقال : صعق إذا أغمي عليه من صوت يسمعه ومات أيضا ، ويقال : صعق وهو صعق الصّوت أي شديده ، والمصدر الصّعق والصّعاق . قال إذا ائتلاهنّ صلصال الصّعق . وفي القرآن : * ( وخَرَّ مُوسى صَعِقاً ) * [ سورة الأعراف ، الآية : 143 ] أي مغشيا عليه بدلالة قوله : فلما أفاق .
و قال الخليل : الصّاعقة : صوت العذاب . وقال بعضهم : نار ريحيّة وريح ناريّة وذلك أنّها إذا وقعت في الخشب أحرقته وأشعلته . وإذا وقعت على ذهب أو فضة أحمته وأذابته .
و هذا الفعل من أفعال النّار . قال : فيقول : إنّها وإن كانت نارا فليست بالنّار الحرية بل هي نار لهبانيّة . وذلك أنّها إذا سقطت على الأرض لم يوجد جمرها بل يرى ذلك الموضع الذي تقع فيه الصّاعقة كثير الدّخان متصدّعا . وهذه من خواص النّار والرّيح ، والصّاعقة أيضا ألطف من جميع النّار اللَّهبانية التي عندنا ، وذلك أنّ النّار التي عندنا لا تنفذ في الحيطان ولا في الأرضين . والصّاعقة تنفذ في كلّ جوهر محسوس ، وهي لا تبصر لأنّها بلطافتها تفوت أبصارنا ، لكنّ أفعالها تبصر ، ولسرعة حركتها تجاوز الوقت الذي يمكن أن يكون فيه البصر .
و الصّاعقة تكون لعلَّتين : إمّا لاكتمان النّار في الغمام وإفلاتها بغتة ، وإمّا لا كتمان الرّيح في الغمام واحتكاكها به وشدّة خروجها بغتة ، وفي مجيئها إلى الأرض تصير نارا ، كما ترى ذلك في الرّصاص إذا رمي بالمقلاع ، فإنّه يسخن بمحاكَّة الهواء ويلتهب ويذوب .

340

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست