الجنوب والصّبا بالإلقاح والإبساس . ثم ينتجفه الشّمال حتى يستقصى ما فيه ، وهذا نهاية ما جاءت أوصافهم وأخبارهم وأشعارهم . و منها السيّق وهي كل ما طردته الرّيح وافترزته من السّحاب كان فيه ماء أو لم يكن . و الخلق ما يرجى أن يكون فيه مطر والواحدة خلقة . والصّبير من السّحاب الذي تراه متراكبا في بياض والجمع الصّبر . والسّد النّشأ الأسود ينشأ من أي أقطار السّماء شاء . قال : < شعر > تبصّر هل ترى ألواح برق * أوائله على الأفعاة قود [1] قعدت له وشيّعني رجال وقد كثر المخايل والسّدود < / شعر > المخايل : واحدتها مخيلة ، ويقال سحابة مخيلة وسحابة ذات مخيلة : إذا كانت خليقة بالمطر . وفي الحديث أن النّبي صلى اللَّه عليه وسلم كان إذا رأى مخيلة أقبل وأدبر وتغّير ، قالت عائشة : فذكرت ذلك له ، فقال : « ما يدرينا لعلَّه كقوم ذكرهم اللَّه تبارك وتعالى » * ( فَلَمَّا رَأَوْه عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِه رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ ) * [ سورة الأحقاف ، الآية : 24 ] . و يقال للسّحاب أيضا : الخال ، فإذا أرادوا أنّ السّماء قد تغيّمت ، قالوا وقد أخالت فهي مخيلة بضم الميم . و منها الحماء وهي السواد . والعارض : السّحابة تراها في ناحية السّماء وهو مثل الجلب ، إلَّا أنّ الجلب أبعد وأضيق من العارض . والعارض الأبيض والجلب أكثر ما يكون إلى السّواد . وفي السّحاب النّضد وهي مثل الصّبير وجمعه الأنضاد . والرّكام : ما تراكم بعضه على بعض ، وهو مثل النّضد . ومنه الرّباب : ولا يقال لها ربابة واحدتها ربابة : وهي السّحابة الدّقيقة السّوداء يكون دون الغيم في المطر ، ولا يقال لها ربابة إلا في مطر . و منها الرّيف : وهو أوّل السّحاب الممطر . والكنهور : السّحاب الضّخام البيض ، ويقال : غمامة كنهورة وغيم كنهور . ومنه الطَّخاء : وهو السّحاب الرّقاق والواحدة طخاة . و منه القزع : وهو السّحاب الصّغار والمتفرّق منه واحده قزعة . ومنه : نمرة : وهي الغيم الذي يرى في خلله نقاط ، الواحدة نقطة والجمع نمر ، ومن أمثالهم : أريتها نمرة أريكها مطرة . و منه الجفل : وهو كلّ سحاب ساقته الرّيح قد صبّ ماءه . والجهام : مثل الجفل واحدته جهامة . ويقال للسّحاب الذي هراق ماءه السّيقة لأنّ الرّيح تسوقه لخفته ، وهذا كما يقال لما تستلينه وتستهينه : ليّن وهيّن .