responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 31


أطلق سبّح في وجوه سوى هذا .
منها الصلوة النّافلة يشهد لهذا قوله تعالى : * ( فَلَوْ لا أَنَّه كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ) * [ سورة الصافّات ، الآية : 143 ] أي من المصلَّين ، وهو مستفيض أنّ السّبحة هي النافلة ، وكان ابن عمر يصلي سبحته في موضعه الذي يصلي فيه المكتوبة .
و منها الاستثناء كقوله تعالى : * ( قالَ أَوْسَطُهُمْ أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ ) * [ سورة القلم ، الآية : 28 ] أي لولا تستثنون . وقيل : هي لغة لبعض أهل اليمن وليس للكلام وجه غيره لأنّه تعالى قد قال : قبل ذلك : * ( إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ ، ولا يَسْتَثْنُونَ ) * [ سورة القلم ، الآية : 17 - 18 ] ثم قال : * ( قالَ أَوْسَطُهُمْ أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ ) * [ سورة القلم ، الآية : 28 ] فأذكرهم تركهم الاستثناء ، والمراد من اللَّه تعالى أن يعرفنا عبادته ويعلمنا حمده وما يستحق به إذا أقمناه وكأنه قال : سبّحوا اللَّه في هذه الأوقات وتذكَّروا في كلّ طرف منها ما يجدد عندكم من أنعامه ، ثم قابلوا عليه بمقدار وسعكم من الحمد والتّسبيح . قوله : حين تمسون وحين تصبحون - أي إذا أفضيتم إلى الصّباح والمساء وحق النّظم أن يكون حين تمسون وحين تصبحون وعشيا وحين تظهرون ، لكنه اعترض بقوله تعالى : * ( لَه الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ ) * [ سورة الروم ، الآية : 18 ] ومثل هذا الاعتراض إلا أنه أبين الفعل والفاعل قوله شعرا :
< شعر > و قد أدركتّني والحوادث جمّة * أسنّة قوم لا ضعاف ولا نكل عزل < / شعر > وفي القرآن : * ( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ، وإِنَّه لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّه لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ) * [ سورة الواقعة ، الآية : 75 - 76 - 77 ] ، ففصل بين اليمين وجوابها كما ترى ، وحسن ذلك لأن المعترض يؤكَّد المعترض في الأوّل ، والحمد إذا اقترن بالتّنزيه والتّسبيح صار الأداء أوفر بهما وأبلغ ، والصّبح ، والصّباح ، والإصباح كالمسي ، والمساء ، والإمساء ، وهذا مما حمل فيه النّقيض على النّقيض ، وعلى هذا المصبح والممسي ، وجاء فالق الإصباح ، ويعني به الصّبح وصبّحت القوم أتيتهم صباحا ، أو ناولتهم الصّبوح ، ويقولون : يا صباحاه إذا استغاثوا ، والمصباح السّراج ، واصطبحت بالزّيت ، والصّباح قرط المصباح الذي في القنديل والعشي آخر النهار ، فإذا قلت عشيّة : فهي ليوم واحد ، والعشي السّحاب لأنه يغشى البحر بالظَّلام الذي يتلخّص به الآية أن يعلم أنّ المساء منه ابتداء الظَّلمة كما يكون من الصبّح ابتداء النّور ، والظَّهيرة نصف النّهار ، وفلان يرد الماء ظاهرة إذا ورد كلّ يوم نصف النّهار يقول ، فعلموا اللَّه تعالى بما يدلّ عليه آياته في الصّباح والمساء ، والغدو ، والرّواح فإنّ في معنى كلّ لمحة من هذه الأوقات بما يحويه من غرائب صنع اللَّه في تبديل الابدال ، وتحويل الأحوال وإيلاج اللَّيل في النهار والنّهار في اللَّيل إيجاب شكره علينا معشر عبيده مؤتنف ،

31

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست