responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 21


يمانع ، فقوله في الفصل الأول : بالحق - أي بما وجب في الحكمة وحسن فيها . وقوله في الفصل الثّاني قوله الحق - أي المحقّوق الذي لا يحول ولا يغيّر إذ كان البدء لا يجوز عليه ، وأوائل الأمور في علمه كأواخرها .
و الفصل الثالث قوله : * ( ولَه الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ) * [ سورة الأنعام ، الآية : 73 ] يريد به أنه في ذلك الوقت متفرّد بتدبير الفرق والأمم وتنزيلهم منازلهم من الطَّاعة والمعصية ، كما أبدأهم فكما كان تعالى الأوّل لقدمه يكون الآخر لبقائه ، لا مشارك له ، ولا مؤازر ، وأبين منه قوله في موضع آخر : * ( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّه الْواحِدِ الْقَهَّارِ ) * [ سورة غافر ، الآية : 16 ] وهذا حال المعاد ، والمعنى إذا أردنا سوقهم بعد الإماتة للنّشر لم يخف علينا شيء من أحوالهم لأنّا نملكهم ، فأمرنا حتم لا تخيّر وفور لا تأخير ، والإحصاء يجمعهم ، والإدراك يعمهم . وقوله : * ( ويَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ) * [ سورة الأنعام ، الآية : 73 ] لم يشر به إلى وقت محدود الطَّرفين ولكن على عادة العرب في ذكر الزّمان الممتد الطويل باليوم ، فهو كما يقال : فعل كذا في يوم فلان ، وعلى عهد فلان .
الفصل الرابع : قوله : * ( عالِمُ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ وهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) * [ سورة الأنعام ، الآية : 73 ] يريد أنّه لا يخفى عليه ما فيه لأنّه العالم لنفسه فلا يغرب عنه أمر ، والغائب عنده كالحاضر والبعيد كالقريب وهو حكيم فيما يقضيه عليم فيما يقضيه . لا يذهب عليه شيء من أحوال عباده ، ومن مواعيده فيحشرهم جميعا ، ويوفّيهم مستحقّهم موفورا .
و منه قوله تعالى : * ( وآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْه النَّهارَ ) * [ سورة يس ، الآية : 37 ] إلى يسبحون ، قوله : نسلخ منه النّهار أي نخرجه منه إخراجا لا يبقى معه شيء من ضوء النّهار ، أ لا ترى قوله في موضع آخر : * ( آتَيْناه آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها ) * [ سورة الأعراف ، الآية : 175 ] ، وفي هذا دلالة بيّنة على ما تذهب إليه العرب من أنّ اللَّيل قبل النّهار لأنّ السّلخ والكشف بمعنى واحد يبين ذلك أنّه يقال : كشطت الإهاب ، والجلد عن الشّيء ، وسلخته أي كشفته ، والسّلاخ الإهاب نفسه ، وسلخت المرأة درعها نزعته ، وسلخت الشّهر : صرت في آخر يوم منه ، وسلاخ الحيّة جلدها ، وإذا كان ذلك ، وكان اللَّه تعالى قال : اللَّيل نسلخ منه النهار ، والمسلوخ منه يكون قبل المسلوخ فيجب أن يكون اللَّيل قبل النّهار ، كما أنّ المغطَّى قبل الغطاء قوله : فإذا هم مظلمون - أي داخلون في الظَّلام يقال : أظلم اللَّيل إذا تغطى بسواده ، وأظلمنا دخلنا في ظلمات ، وهذا كما يقول : أجنبنا وأشملنا - أي دخلنا في الجنوب والشّمال ، وأنجدنا ، وأتهمنا أي أتيناهم ، ثم قال : * ( والشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ) * [ سورة - يس ، الآية : 38 ] وهذا يحتمل وجوها من التّأويل .
أ - أن يكون المراد جريها لاستقرار يحصل له إذا أراد اللَّه وقوفها للأجل المضروب

21

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست