responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 178


فأما الآن : فقد قال أبو العباس : يشار به إلى حاضر الوقت ، وتلخيص هذا أنّه الزّمان الذي يقع فيه كلام المتكلم فهو آخر ما مضى وأول ما يأتي من الأزمنة ، وهذا مراد قولهم :
الآن حد الزّمانين ، والذي أوجب بناءه أنها وقعت في أوّل أحوالها بالألف واللام . وحكم الأسماء أن تكون منكورة شائعة في الجنس . ثم يدخل عليها ما يعرّفها من إضافة ، وألف ولام فخالفت الآن سائر أخواتها من الأسماء ، بأن وقعت معرفة في أوّل أحوالها ، ولزمت موضعا واحدا كما تلزم الحروف مواضعها التي وقعت فيها في أوّليتها غير زائلة عنها ، ولا نازحة منها واختيرت الفتحة لآخرها لخفّتها ولمشاركتها للألف التي قبله . وقال الفرّاء فيه قولان :
الأوّل : أنّ أصله أنّ الشيء يئين إذا أتى وقته ، كقولك : آن لك أن تفعل كذا وإني لك ، ثم أدخلوا الألف واللَّام عليه ، وإن كان فعلا كما يروى أنّه نهى النّبي صلى اللَّه عليه وسلم عن قيل وقال فعلان ماضيان وأدخل عن الجارة عليهما وتركا على ما كانا .
الثّاني : إنّ الأصل فيهما أوان ، ثم حذف الواو فبقي آن ، كما قالوا : رواح وراح ، والكلام عليه قد مضى في غير هذا الموضع من كتبنا .
و قولهم أيّان فإنّه يقوم مقام متى ، فهو يتضمّن معنى الألف وكان حكمه أن يكون ساكن الآخر ، لكنّه حرّك لالتقاء السّاكنين ، واختيرت الفتحة لخفّتها ولأنّ قبلها ياء مشدّدة ، وهما بين الياء والنّون ، ليس بحاجز حصين وهو الألف .
و حكى الكسائي أنّ أبا عبد الرّحمن السّلمي قرأ : * ( أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) * [ سورة النّحل ، الآية : 21 ] بكسر الألف .
و إبّان وأفان فهما معربان متمكَّنان وتضيفها فتقول : جئت على إبّان فلان وإفاته أي في وقته ، وتفردهما بنزع الجار منهما ، فتقول : جئت إبّان ذلك وإفاته ، وانتصابهما على الظَّرف .
و أما قولهم أوان فمعناه الوقت ويجمع على آونة قال ابن أحمر شعرا :
< شعر > يؤرّقنا أبو حنش وطلق * وعمّار وآونة أنالا < / شعر > وقد جاء مبينا منونا في قول الشاعر :
< شعر > طلبوا صلحنا ولات أوان * فأجبنا أن ليس حين بقاء < / شعر > وإن كان متمكنا في جميع الكلام تقول : هذا أوان طيّب ، وأدركت أوان فلان ، قال أبو العباس : إنّما بني من قبل أنّ الأوان من أسماء الزّمان ، وأسماء الزّمان قد تكون مضافات إلى الجمل ، كقولك : هذا يوم يقوم زيد ، وأتيتك زمن عمرو أمير . فإذا حذفت الجملة من

178

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست