عندهم من أعضاء الأسد ، فقالوا : يليه من الأسد ما لا يضر الذّنب يدفع عنه الأظفار والأنياب ، ويليه من العقرب ما لا يضر الذنابي يدفع عنه الحمة . ( 16 ) وأمّا الزّباني وهما زبانيا العقرب : أي قرناه ، وهما كوكبان مفترقان بينهما في المنظر أكثر من قامة الرجل ، ويقال لهما : زباني الصّيف لأنّ سقوطهما في زمان الحر ، قال ذو الرمة : < شعر > يا قد زفت للزّباني من بوارحها * هيف أنست بها الأصناع والخبر < / شعر > الأصناع محابس الماء والواحد صنع ، والخبر جمع خبرة وهي أرض يكون بها السّدر ، ويدوم فيها الماء يريد أن ريّاح الزّباني أنضبت المياه ، وقيل : يسمّي أهل الشام زباني العقرب يديها . ( 17 ) وأمّا إكليل العقرب رأسها ، وهي ثلاثة كواكب معترضة بين كل كوكبين قيد ذراع ، قال جران : < شعر > العود بمطرقين على مثنى أيامنهم * راموا النّزول وقد غار الأكاليل < / شعر > جعل كلّ كوكب منها إكليلا . ( 18 ) وأمّا القلب ، قلب العقرب والكوكب النّير الأحمر الذي وراء الإكليل سيرة كوكبان ، وهم يستحسنونه . قال شعرا : < شعر > فسيروا بقلب العقرب اليوم إنّه * سواء عليكم بالنّحوس وبالسّعد < / شعر > ( 19 ) وأمّا الشّولة فإبرة العقرب ، كذلك يسمّيها أهل الشّام ، وهي كوكبان مضيئان صغيران متقاربان في طرف ذنب العقرب ، وقالوا : ربما قصر القمر فنزل بالغفار فيما بين القلب والشّولة . والغفار أحد كواكب ذنب العقرب ، يجعلون كلّ كوكب منها فقرة ، وهي ستّ فقر ، والسّابعة الإبرة . قال ابن كناسة : الشّولة التي ينزل بها القمر : حذاء القلب في حاشية المجرة ، وليس هناك شولة ، ولكنّ القمر إنّما ينزل بالشّولة على المحاذاة ولا ينحط إليها لأنّها منحدرة عن طريقته وهاهنا يقطع القمر المجرة إذا هو فارق العقرب ، ومضى نحو السّعود لأنّ المجرة تسلك بين قلب العقرب وبين النّعايم ، منقطع نظام المنازل في هذا الموضع . و في موضع آخر وهما بين الهقعة والهنعة ، لأنها تسلك أيضا بينهما فيعترض نظام المنازل اعتراضا ، وهاهنا أيضا يقطع القمر وسائر الكواكب المحاذية للمجرّة ، وذلك حين ينحدر عن غاية تعاليها إلى ذروة القبة في الهبوط ، فأمّا قطعها إياها عن السّعود فذلك حين