responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 12


ينسيهم طول الأيام دفائن أحقادهم ، يراعون الذّمم ، ويوفون بالمواثيق ، ويوجبون الجوار باعلاق الدّلو بالدلو وشد الطَّنب بالطَّنب حتى قال زهير :
< شعر > و جار سار معتمدا علينا * أجابته المخافة والرّجاء فجاور مكرما حتّى إذا ما * دعاه الصّيف وانصرم الشّتاء ضممنا ما له فغدا علينا * جميعا نقصه وله النّماء < / شعر > ثم لم يرضوا لأنفسهم بالإسم الواحد ، والكنية الواحدة ، والنّعت الشّريف والذّكر الرّفيع والمنصب المفخم ، والفخر المقدّم حتى تنقلوا في أسامي وكنى كما اكتنى حمزة بن عبد المطَّلب بأبي يعلى - وأبي عمارة ، وعبد العزى بن عبد المطلب بأبي لهب - وأبي عتبة ، وصخر بن حرب بأبي سفيان - وأبي حنظلة ، وحسان بن ثابت بأبي الوليد وأبي الحسام ، وعثمان بن عفان بأبي عبد اللَّه وأبي عمرو ، أو أبي ليلى وعبد اللَّه بن الزّبير بأبي بكر ، وأبي خبيب وأبي عبد الرّحمن .
و الذين أسماؤهم كنى كثير في العرب يسمّي بعضهم بعضا بسمات تفيد التّفخيم والتّعظيم كقولهم : ملاعب الأسنة ، وسم الفرسان وزيد الخيل ، ومحكم الأقران وأشباه ذلك . فهذه الخصال تختصّ بهم إلى كثير ممّا إن شغلنا الكلام به خرجنا عن الغرض المنصوب وللَّه تعالى في خلقه أن يفعل ما شاء ، ويصطفي بفضله من شاء ، وهو الحكيم العليم ، ولو لا اهتزازي لتقديم ما يتعلق به همّة برّ أشاد النّفيس ، وسرعة إجابتي إذا أهاب لما رهبته ، وليحصل لي به الفأل الحسن والذّكر المؤبّد ، والالتذاذ بالدّخول في جملة أهل الفضل والإستنان بسننهم في إذاعة ما تكسيهم الأيام ويفيدهم الإجتهاد لبقيت في حجر الفن بما أورده لما أرى في أهل الزّمان من اطراح العلم ، واحتقار أهل الفضل ، ولا أزيد على هذا مخافة الخروج إلى ما يعد سرفا ، بل أنشد قول الأول شعرا :
< شعر > إذا مجلس الأنصار حفّ من أهله * وحلَّت مغانيه غفار وأسلم فما النّاس بالناس الذين عهدتهم * ولا الدّهر بالدّهر الذي كنت أعلم < / شعر > واعلم أنّ قرب الشيء في الوهم ليس بموجب حصوله ، ولا بعده فيه يقتضي بطوله ، وهذا الكتاب ليس اختياري لعلمه لغلبته ، ولا اشتغالي به عن شبهه لكنّي حصنته تحصين الحزم ، وصنته صون العرض المكرم ، فهو مذخورة المتلهف ، وعقد المعتال المحتكم ، ثمره عند الينع لا يخلف ، وماؤه على الميح لا يكدر .
و قد قيل لحاضنك عليك حق اللَّبن ، ولتربتك حبّ الوطن ، ولنسلك حرمة السّكن ، ولطربك خلع الرّسن ، كما أنّ لما تخلد به ذكرك من نثر أو نظم عليك شرف التحّلية ، وحسن

12

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست