نام کتاب : مع الطب في القرآن الكريم نویسنده : أحمد قرقوز جلد : 1 صفحه : 94
- ثم السبيل يسره " الولادة " قال تعالى : ( قتل الانسان ما أكفره ( 17 ) من أي شئ خلقه ( 18 ) من نطفة خلقه فقدره ( 19 ) ثم السبيل يسره ) [ عبس : 17 - 20 ] أي سهل عليه الخروج من بطن أمه . بعد رحلة بديعة دامت أربعين أسبوعا ، تجلت فيها كل صور الروعة الأخاذة ، يعلن الجنين عن مقدرته على مواجهة الحياة ، ويرى الرحم أنه لابد من الفراق ، وتبدأ عملية الولادة بتقلصات الرحم الدورية ، التي تبتدئ خفيفة وقصيره وبفواصل متباعدة تقدر ب ( 15 - 20 ) دقيقة ، ثم تصبح التقلصات قوية وبفواصل أقل فأقل ، كما تزداد شدة التقلصات وتستمر مدة أطول تصل للدقيقة . تعاني الماخض أثناء ذلك آلاما شديدة ، تلك الآلام التي جاءت بسيدتنا مريم إلى جذع النخلة عند ولادتها بالسيد المسيح عليه السلام ، قال تعالى في سورة مريم : ( فأجاءها المخاص إلى جذع النخلة قالت : يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ) [ مريم : 23 ] وعندما تتم الولادة ويخرج الجنين إلى الوجود ثم تتبعه المشيمة والأغشية ، وتتقلص الرحم تقلصا واحدا مستمرا وقويا ، يخفف النزف الحاصل . وإن تقلصات العضلة الرحمية وميزاتها وتطورها أثناء المخاض وبعده ، تجعل من عملية الولادة التي تتكرر في حياتنا باستمرار ، عملية خارقة بالفعل ، فلو تصورنا أن الرحم قامت بتقلص واحد وشديد ، لتخرج الجنين بشكل سريع ، فماذا سيحصل ؟ ، إن النتيجة ستكون موت الجنين بسبب الضغط القوي الحاصل عليه ، أو بسبب نقص ورود الدم إليه عبر المشيمة . ولو تصورنا أن الرحم استمرت بعد خروج الجنين والملحقات بتقلصاتها الدورية ، فسيؤدي ذلك لنزيف هائل من ذلك الجرح الكبير الذي تركته المشيمة مكان ارتكازها ، وبالتالي موت المرأة بالصدمة حتما ، وهنا تتدخل يد العناية المدبرة لتتدارك الامر مباشرة ، وتصدر النخامة أمرها للرحم بأن تتقلص تقلصا
94
نام کتاب : مع الطب في القرآن الكريم نویسنده : أحمد قرقوز جلد : 1 صفحه : 94