نام کتاب : مع الطب في القرآن الكريم نویسنده : أحمد قرقوز جلد : 1 صفحه : 53
السمع ثم البصر ورد في القرآن الكريم لفظتي السمع والبصر معا ( 19 ) تسعة عشرة مرة ، وذكر في ( 17 ) سبعة عشر موضعا لفظة السمع قبل لفظة البصر منها قوله تعالى : ( وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصر والأفئدة ) [ المؤمنون : 78 ] وقوله ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) ( الاسراء : 36 ] والواقع أن كلا من السمع والبصر من الحواس الغالية والهامة في الانسان فعن طريقهما يطل على العالم الخارجي ، ويتلقى المدركات ، ويميز الأشياء ، ويتعرف عليها ، ولكن ذكر السمع قبل البصر في القرآن يكاد يكون قاعدة مطردة . وقد نفهم الحكمة من ذلك اعتمادا على بعض مكتسبات العلم التي منها : 1 - تبدأ وظيفة السمع بالعمل قبل وظيفة الابصار . فقد تبين أن الجنين يبدأ بالسمع في نهاية الحمل وقد تأكد العلماء من ذلك بإجراء بعض التجارب حيث أصدروا بعض الأصوات القوية بجانب امرأة حامل في آخر أيام حملها ، فتحرك الجنين استجابة لتلك الأصوات ، بينما لا تبدأ عملية الابصار إلا بعد الولاة بأيام ( إنا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ) [ الدهر : 2 ] 2 - ومن الحقائق التي تجعل السمع أكبر أهمية من البصر هي أن تعلم النطق يتم عن طريق السمع بالدرجة الأولى ، وإذا ولد الانسان وهو أصم ، فإنه يصعب عليه الانسجام مع المحيط الخارجي ويحدث لديه قصور عقلي وترد في مدركاته وذهنه ووعيه . وهناك الكثير من الذين حرموا نعمة البصر وهم صغار أو منذ الولادة ومع ذلك فقد تعلموا وبلغوا درجة راقية من الادراك والعلم حتى الابداع ، وأبو العلاء المعري الشاعر المعروف مثال على ذلك . ولكننا لم نسمع بأن هناك إنسانا ولد وهو أصم ، أو فقد سمعه في سنوات عمره الأولى ثم ارتقى في سلم المعرفة ، وذلك لان التعلم والفهم والنطق يتعلقان لدرجة كبيرة بالسمع ، والذي
53
نام کتاب : مع الطب في القرآن الكريم نویسنده : أحمد قرقوز جلد : 1 صفحه : 53