responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مع الطب في القرآن الكريم نویسنده : أحمد قرقوز    جلد : 1  صفحه : 117


القرآن والطب الوقائي تقدمة :
الفرق كبير بين أن نترك الانسان ليصاب بالمرض ثم نسعى لمعالجته أو أن نقيه من المرض أصلا .
أجل ! فإن معالجة مريض التدرن ( السل ) التي تستمر وسطيا حوالي سنة ونصف تكلف المريض والدولة أموالا وامكانات كبيرة ، إضافة لما يعانيه المريض من العذاب والخطر ، بينما لا تتطلب وقايته من التدرن سوى لقاح يكلف بضع قروش . كما أن الفرق شاسع بين أن نترك عوامل الإفرنجي لتفتك في الأمة ( صحة وأخلاقا ) ثم نكتفي بمعالجة المصابين ومراقبة مستودعات الداء التي تبثه بكل وقاحة ، وأن نقوم باجتثاث هذه المستودعات من المجتمع أصلا .
ولقد أدرك الحكماء القدامى هذا الفرق فقالوا : " درهم وقاية خير من قنطار علاج " كما أدركت الفرق الأمم الحديثة . فأولت الجوانب الوقائية الاهتمام الأول في كل تدابيرها الصحية وسارت في تطبيق أسس الطب الوقائي [1] حتى يمكن تقدير تقدم أي مجتمع صحيا بمقدار ما قطعه في هذا المضمار .
وإنه ليأخذ الناظر في كتاب الله العجب العجاب حينما يجده قد أولى النواحي الوقائية الأهمية الكبرى وأرسى دعائم الطب الوقائي . في الوقت الذي لم يهمل فيه النواحي العلاجية . ولكن لا عجب في ذلك ، فالقرآن ذكر رب العالمين ، أنزله على الناس ليأخذ بناصيتهم إلى الطريق القويم ، طريق الصحة والقوة والمجد ( إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم ) [ الاسراء : 9 ]



[1] نجحت الدول الغربية في تقليص حجم الأمراض الانتانية وسوء التغذية ، لكنها ابتليت وللأسف بما يمكن أن نسميه أمراض ( الحضارة العوراء ) كالأمراض الزهرية ، والأمراض الخبيثة ، وأمراض القلب والأوعية والأمراض النفسية الخطيرة ، والادمان على الخمر والمخدرات ، كل ذلك لأنها أبت الهداية فراحت تتخبط خبط عشواء في نهضتها .

117

نام کتاب : مع الطب في القرآن الكريم نویسنده : أحمد قرقوز    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست