responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 7


الاعتدال وليس له قرب الانسان من الاعتدال المذكور في الوجه الأول يعرض له ثمانية أوجه من الاعتبارات فإنه اما أن يكون بحسب النوع مقيسا إلى ما يختلف مما هو خارج عنه واما ان يكون بحسب النوع مقيسا إلى ما يختلف مما هو فيه واما ان يكون بحسب صنف من النوع مقيسا إلى ما يختلف مما هو خارج عنه وفي نوعه واما ان يكون بحسب صنف من النوع مقيسا إلى ما يختلف مما هو فيه واما ان يكون بحسب الشخص من الصنف من النوع مقيسا إلى ما يختلف مما هو خارج عنه وفى صنفه وفي نوعه واما ان يكون بحسب الشخص مقيسا إلى ما يختلف من أحواله في نفسه واما ان يكون بحسب العضو مقيسا إلى ما يختلف مما هو خارج عنه وفى بدنه واما ان يكون بحسب العضو مقيسا إلى أحواله في نفسه * والقسم الأول هو الاعتدال الذي للانسان بالقياس إلى سائر الكائنات وهو شئ له عرض وليس منحصرا في حد وليس ذلك أيضا كيف اتفق بل له في الافراط والتفريط حدان إذا خرج عنهما بطل المزاج عن أن يكون مزاج انسان * واما الثاني فهو الواسطة بين طرفي هذا المزاج العريض ويوجد في شخص في غاية الاعتدال من صنف في غاية الاعتدال في السن الذي يبلغ فيه النشو غاية النمو وهذا أيضا وان لم يكن الاعتدال الحقيقي المذكور في ابتداء الفصل حتى يمتنع وجوده فإنه مما يعسر وجوده وهذا الانسان أيضا انما يقرب من الاعتدال الحقيقي المذكور لا كيف اتفق ولكن تتكافأ أعضاؤه الحارة كالقلب والباردة كالدماغ والرطبة كالكبد واليابسة كالعظام فإذا توازنت وتعادلت قربت من الاعتدال الحقيقي وأما باعتبار كل عضو في نفسه فكلا الا عضوا واحدا وهو الجلد على ما نصفه بعد واما بالقياس إلى الأرواح وإلى الأعضاء الرئيسة فليس يمكن ان يكون مقاربا لذلك الاعتدال الحقيقي بل خارجا عنه إلى الحرارة والرطوبة فان مبدأ الحياة هو القلب والروح وهما حاران جدا مائلان إلى الافراط والحياة بالحرارة والنشو بالرطوبة بل الحرارة تقوم بالرطوبة وتغتذي بها والأعضاء الرئيسة ثلاثة كما سنبين بعد هذا والبارد منها واحد وهو الدماغ وبرده لا يبلغ أن يعدل حر القلب والكبد واليابس منها أو القريب من اليبوسة واحد وهو القلب ويبوسته لا تبلغ ان تعدل مزاج رطوبة الدماغ والكبد وليس الدماغ أيضا بذلك البارد ولا القلب أيضا بذلك اليابس ولكن القلب بالقياس إلى الآخرين يابس والدماغ بالقياس إلى الآخرين بارد * وأما القسم الثالث فهو أضيق عرضا من القسم الأول أعني من الاعتدال النوعي الا أن له عرضا صالحا وهو المزاج الصالح لامة من الأمم بحسب القياس إلى إقليم من الأقاليم وهواء من الأهوية فان للهند مزاجا يشملهم يصحون به وللصقالبة مزاجا آخر يخصون به ويصحون به كل واحد منهما معتدل بالقياس إلى صنفه وغير معتدل بالقياس إلى الآخر فان البدن الهندي إذا تكيف بمزاج الصقلابي مرض أو هلك وكذلك حال البدن الصقلابي إذا تكيف بمزاج الهندي فيكون اذن لكل واحد من أصناف سكان المعمورة مزاج خاص يوافق هواء إقليمه وله عرض ولعرضه طرفا افراط وتفريط * وأما القسم الرابع فهو الواسطة بين طرفي عرض مزاج الإقليم وهو أعدل أمزجة ذلك الصنف * وأما القسم الخامس فهو أضيق من القسم الأول والثالث وهو المزاج الذي يجب ان يكون لشخص معين حتى يكون موجودا حيا صحيحا وله أيضا عرض يحده طرفا افراط ويفريط

7

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست