responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 69


الريح المعينة للدفع وبما يعين في تغليظه وبما يجمع الليف العريض العاصر ويكنفه وهذا أيضا تهيئة للآلة لا معونة في نفس الفعل فالبرد انما يدخل في خدمة هذه القوى بالعرض ولو دخل في نفس فعلها لا ضر ولا خمد الحركة واما اليبوسة فالحاجة إليها في أفعال قوى ثلاث الناقلتان والماسكة اما الناقلتان وهما الجاذبة والدافعة فلما في اليبس من فضل تمكين من الاعتماد الذي لابد منه في الحركة أعني حركة الروح الحاملة لهذه القوى نحو فعلها باندفاع قوى تمنع عن مثله الاسترخاء الرطوبي إذا كان في جوهر الروح أو في جوهر الآلة واما الماسكة فللقبض وأما الهاضمة فحاجتها إلى الرطوبة أمس ثم إذا قايست بين الكيفيات الفاعلة والمنفعلة في حاجة هذه القوى إليها صادفت الماسكة حاجتها إلى اليبس أكثر من حاجتها إلى الحرارة لان مدة تسكين الماسكة أكثر من مدة تحريكها الليف المستعرض إلى القبض الان مدة تحريكها وهي المحتاج فيها إلى الحرارة قصيرة وسائر زمان فعلها مصروف إلى الامساك والتسكين ولما كان مزاج الصبيان أميل كثيرا إلى الرطوبة ضعفت فيهم هذه القوة وأما الجاذبة فان حاجتها إلى الحرارة أشد من حاجتها إلى اليبس لان الحرارة قد تعين في الجذب بل لان أكثر مدة فعلها هو التحريك وحاجتها إلى التحريك أمس من حاجتها إلى تسكين أجزاء آلتها وتقبيضها باليبوسة ولأن هذه القوة ليست تحتاج إلى حركة كثيرة فقط بل قد تحتاج إلى حركة قوية والاجتذاب يتم اما بفعل القوة الجاذبة كما في المغناطيس التي بها يجذب الحديد واما باضطرار الخلاء كانجذاب الماء في الزرافات وأما الحرارة كاجتذاب لهب السراج الدهن وان كان هذا القسم الثالث عند المحققين يرجع إلى اضطرار الخلاء بل هو هو بعينه فإذا متى كان مع القوة الجاذبة معاونة حرارة كان الجذب أقوى وأما الدافعة فان حاجتها إلى اليبس أقل من حاجتهما أعني الجاذبة والماسكة لأنها لا تحتاج إلى قبض الماسكة ولا لزوم الجاذبة وقبضها واحتوائها على المجذوب بامساك جزء من الآلة يلحق به جذب الجزء الآخر وبالجملة لا حاجة بالدافعة إلى التسكين البتة بل إلى التحريك وإلى قليل تكثيف يعين العصر والدفع لا مقدار ما تبقى به الآلة حافظة لهيئة شكل العضو أو القبض كما في الماسكة زمانا طويلا وفي الجاذبة زمان يسيرا ريث تلاحق جذب الاجزاء فلهذا حاجتها إلى اليبس قليلة وأحوجها كلها إلى الحرارة هي الهاضمة ولا حاجه بها إلى اليبوسة بل انما يحتاج إلى الرطوبة للتسهيل الغذاء وتهيئته للنفوذ في المجاري والقبول للاشكال وليس لقائل أن يقول إن الرطوبة لو كانت معينة للهضم لكان الصبيان لا يعجز قواهم عن هضم الأشياء الصلبة فان الصبيان ليسوا يعجزون عن هضم ذلك والشبان يقدرون عليه لهذا السبب بل لسبب المجانسة والبعد عن المجانسة فما كان من الأشياء صلبا لم يجانس مزاج الصبيان فلم تقبل عليها قواهم الهاضمة ولم تقبلها قواهم الماسكة ودفعها بسرعة قواهم الدافعة واما الشبان فذلك موافق لمزاجهم صالح لتغذيتهم فيجتمع من هذه ان الماسكة تحتاج إلى قبض وإلى اثبات هيئة قبض زمانا طويلا والى معونة يسيره في الحركة والجاذبة إلى قبض وثبات قبض زمانا يسيرا جدا ومعونة كثيرة في الحركة والدافعة إلى قبض فقط من غير ثبات يعتد به وإلى معونة على الحركة والهاضمة إلى إذابة وتمزيج فلذلك تتفاوت هذه القوى في استعمالها للكيفيات الأربع

69

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست