نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 356
لا وهو متولد من دم في غاية الانهضام طرأ عليه ماء آخر وان كان من عضو إلى البرد فإنه لم يتغذ به حتى صار في حال الأغذية التي تحتاج إلى هضم كثير وتصفية بعد تصفية بل إذا استولت عليه حرارة فاضلة رديئة إلى طبيعة الدم المعتدل بسرعة فما أحسن ما قال روفس فيه وان اعترض عليه ولميله إلى البرد ما يضر أصحاب البلغم لان حرارتهم لا تحيله إلى الدموية كما ينبغي والبدن يستعمله قبل الإحالة لقربه منه ولذلك ينفع أصحاب المزاج الحار اليابس إذا لم يكن في معدهم صفراء تحيله ثم للألبان مناسبات مع الأبدان لا تدرك أسبابها ومن شرب اللبن فيجب أن يسكن عليه لئلا يفسد ولا يحمض ولكن يجب أن لا ينام عليه ولا يتناول عليه أغذية أخرى إلى أن ينحدر وهو أصلح للمتناهين منه لأصحاب المزاج الحار من الشبان فإنه يستحيل فيهم إلى الصفراء وينفع المشايخ أيضا بما يرطب ويزيل الحكة التي تخصهم ولكن يجب ان يعانوا على هضمه بالعسل وكثيرا ما يبدأ اللبن بالاطلاق واخراج ما في نواحي الأمعاء من الفضول ثم يأخذ في التغذية وينكسر في البدن ويحبس الطبع وهو نفاخ الا ان يغلى وهو مركب من مطلق وهو مائية وعاقل وهو جبنية واللبأ بطئ الانهضام غليظ الخلط بطئ الانحدار والعسل يصلحه ويغذو منه البدن غذاء كثيرا والحامض خام الخلط والمطبوخ منه خصوصا ما كان أغلظ فهو أعقل وكل لبن يورث السدد وخصوصا في الكبد إلا لبن اللقاح ونحوها لقلة جبنيته وجلاء مائيته وينفع من المواد التي تنصب إلى الأعضاء الباطنة وتؤذيها بحدتها ولذعها فإنه يضعفها بان يغسلها فوق غسل الماء بجلاء مائية ليس في الماء ويعدل كيفيتها وبان يحول بمناسبته للعضو ثم تغريته عليه بين العضو وبين الخلط الردئ فلا يلقاه الخلط عاديا وهو يضر أصحاب سيلان الدم واللبن غير جيد للأحشاء ولبن المعز أكثر ضررا للأحشاء من غيره فان أكثر رعيه لما يقبض ولبن الضأن بخلافه وليس بمعمود وفيه الهاب واللبن في جوهره سريع الاستحالة وخصوصا إلى الحر ولا أضر بالبدن من لبن ردئ ولبن الأتان مائي ولبن الخنزير مائي غير نضيج واللبن الربيعي مائي بالقياس إلى الصيفي وكذلك ما يرعى الريف والآجام لان نبات الربيعي مائي بالقياس إلى نبات الصيف وكلما أمعن الصيف أمعن اللبن في الغلظ وأجوده ما كان في وسط الصيف لكنه يخاف عليه ان يحيله الحر بعد الشرب ولا يخاف ذلك في الربيع والبقري كثير السمن والضأني كثير الجبنية والسمنية والجبنية في ألبان الإبل قليلة ثم في ألبان الخيل ثم الأتن ولذلك قلما يتجبن في المعدة وفي لبن الإبل ملوحة لحبها الحمض وهذا خير الألبان ومع ذلك فقد قيل إنه شديد البطء في المعدة وأعالي الجوف أكثر من غيره واعلم أن اللبن يختلف بحسب لون الحيوان وبحسب سنه هل هو صغير أو كبير أو معتدل وبحسب سحنته هل هو لين اللحم أو صلبه سمين أو عجيف أبيض أو لون آخر واضعف اللبن فيما يقال لبن الأبيض وهو أسرع انحدارا ( الزينة ) الاكثار من اللبن يولد القمل فيما زعم بعضهم ولم يبعد لكنه يجلو الآثار القبيحة في الجلد طلاء ويحسن اللون شربا جدا ولكنه كثيرا ما يحدث الوضح إلا لبن اللقاح فإنه قلما يخاف منه الوضح وإذا سقى بالسكر حسن اللون جدا خصوصا النساء ويسمن حتى أن ماء الجبن يسمن أصحاب المزاج الحار اليابس إذا أسهلوا بسببه وانما يسمنهم بما يرطب وبما يخرج الخلط الردئ فيصلح الغذاء واللبن الرائب
356
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 356