responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 12


ما نحفظ الحرارة وتفضل أيضا النمو ثم تصير بالآخرة بقدر لا يفي بكلا الامرين ثم تصير بقدر لا يفي ولا بأحد الامرين فيجب ان يكون في الوسط بحيث يفي بأحد الامرين دون الآخر ومحال ان يقال انها تقى بالتنمية ولا تفي بحفظ الحراة الغريزية فإنه كيف يزيد على الشئ ما ليس يمكنه ان يحفظ الأصل فبقى ان يكون انما يفي بحفظ الحرارة الغريزية ولا يفي بالنمو ومعلوم أن هذا السن هو سن الشباب وأما قول الفريق الثاني ان النمو في الصبيان انما هو بسبب الرطوبة دون الحرارة نقول باطل وذلك لان الرطوبة مادة للنمو والمادة لا تنفعل ولا تتخلق بنفسها بل عند فعل القوة الفاعلة فيها والقوة الفاعلة ههنا هي نفس أو طبيعة بإذن الله عز وجل ولا تفعل إلا بآلة هي الحرارة الغريزية وقولهم أيضا ان قوة الشهوة في الصبيان انما هي لبرد المزاج قول باطل فان تلك الشهوة الفاسدة التي تكون لبرد المزاج لا يكون معها استمراء واغتذاء والاستمراء في الصبيان في أكثر الأوقات على أحسن ما يكون ولولا ذلك لما كانوا يوردون من البدل الذي هو الغذاء أكثر مما يتحلل حتى ينمو ولكنهم قد يعرض لهم سوء استمرائهم لشرههم وسوء تربيتهم لمطعومهم وتناولهم الأشياء الرديئة والرطبة والكثيرة وحركاتهم الفاسدة عليها فلهذا تجتمع فيهم فضول أكثر ويحتاجون إلى تنقية أكثر وخصوصا رئاتهم ولذلك نبضهم أشد تواتر أو سرعة وليس له عظم لان قوتهم لم تتم فهذا هو القول في مزاج الصبي والشاب على حسب ما تكفل جالينوس ببيانه وعبرنا عنه ثم يجب ان تعلم أن الحرارة بعد مدة سن الوقوف نأخذ في الانتقاص لانتشاف الهواء المحيط مادتها التي هي الرطوبة ومعاونة الحرارة الغريزية التي هي أيضا من داخل ومعاضدة الحركات البدنية والنفسانية الضرورية في المعيشة لها وعجز الطبيعة عن مقاومة ذلك دائما فان جميع القوى الجسمانية متناهية فقد تبين ذلك في العلم الطبيعي فلا يكون فعلها في الايراد دائما فلو كانت هذه القوى أيضا غير متناهية وكانت دائمة الايراد لبدل ما يتحلل على السواء بمقدار واحد ولكن كان التحلل ليس بمقدار واحد بل يزداد دائما كل يوم لما كان البدل يقاوم التحلل ولكان التحلل يفنى الرطوبة فكيف والامر ان كلاهما متظاهران على تهيئة النقصان والتراجع وإذا كان كذلك فواجب ضرورة ان يفنى المادة بل يطفئ الحرارة وخصوصا إذا كان يعين انطفاءها بسبب عون المادة سبب آخر وهو الرطوبة الغريبة التي تحدث دائما لعدم بدل الغذاء الهضم فيعين على انطفائها من وجهين أحدهما بالخنق والغمر والآخر بمضادة الكيفية لان تلك الرطوبة تكون بلغمية باردة وهذا هو الموت الطبيعي المؤجل لكل شخص بحسب مزاجه الأول إلى حد تضمنه قوته في حفظ الرطوبة ولكل منهم اجل مسمى ولكل اجل كتاب وهو مختلف في الاشخاص لاختلاف الأمزجة فهذه هي الآجال الطبيعية وههنا آجال اخترامية غيرها وهي أخرى وكل بقدر فالحاصل إذا من هذا ان أبدان الصبيان والشبان حارة باعتدال وأبدان الكهول والمشايخ باردة ولكن أبدان الصبيان أرطب من المعتدل لأجل النمو ويدل عليه التجربة وهي من لين عظامهم وأعصابهم والقياس وهو من قرب عهدهم بالمنى والروح البخاري واما الكهول والمشايخ خصوصا فإنهم مع أنهم أبرد فهم أيبس يعلم ذلك بالتجربة من صلابة عظامهم ونشف جلودهم وبالقياس من بعد عهدهم بالمنى والدم والروح البخاري ثم النارية

12

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست