responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 118


ما هو شبيه به واحدة في النوع والطبيعة والأسخن ليس شبيها بالأبرد بل السخينان واحدهما أسخن يختلفان فيكون الذي ليس بأسخن هو بالقياس إلى الأسخن باردا فينفعل من حيث هو بارد بالقياس إليه لا حار وينفعل أيضا عن الأبرد منه وعن البارد الا أن أحدهما ينمي كيفيته ويعين أقوى ما فيه والآخر ينقص كيفيته فيكون استحالته إلى ما ينمي كيفيته ويعين أقوى ما فيه أسهل على أن ههنا شيئا آخر يختص ببعض ما يشاركه في الكيفية وهو ناقص فيها مثل ان الحار المزاج في طبعه انما يسرع قبوله التأثير الحار فيه لما يبطل الحار من تأثير الضد الذي هو البرد المعاوق لما ينحوه المزاج الحار من زيادة تسخين فإذا التقيا وبطل المانع تعاونا على التسخين فيتبع ذلك التعاون اشتداد تام من الكيفيتين وأما إذا حاول الحار الخارجي ان يبطل الاعتدال فان الحار الغريزي الداخل أشد الأشياء مقاومة له حتى أن السموم الحارة لا يقاومها ولا يدفعها ولا يفسد جوهرها الا الحرارة الغريزية فان الحرارة الغريزية آلة للطبيعة تدفع ضرر الحار الوارد بتحريكها الروح إلى دفعه وتنحية بخاره وتحليله واحراق مادته وتدفع أيضا ضرر البارد الوارد بالمضادة وليست هذه الخاصية للبرودة فإنها انما تنازع وتعاوق الوارد الحار بالمضادة فقط ولا تنازع الوارد البارد والحرارة الغريزية هي التي تحمى الرطوبات الغريزية عن أن تستولي عليها الحرارة الغريبة فان الحرارة الغريزية إذا كانت قوية تمكنت الطبيعة بتوسطها من التصرف في الرطوبات على سبيل النضج والهضم وحفظها على الصحة فتحركت الرطوبات على نهج تصريفها وامتنعت عن التحرك على نهج تصريف الحرارة الغريبة فلم يعفن واما ان كانت هذه الحرارة ضعيفة خلت الطبيعية عن الرطوبات لضعف الآلة المتوسطة بينها وبين الرطوبات فوقفت وصادفتها الحرارة الغريبة غير مشغولة بتصريف فتمكنت منها واستولت عليها وحركتها حركة غريبة فحدثت العفونة فالحرارة الغريزية آلة للقوى كلها والبرودة منافية لها لا تنفع الا بالعرض فلهذا يقال حرارة غريزية ولا يقال برودة غريزية ولا ينسب إلى البرودة من كدخدائية البدن ما ينسب إلى الحرارة * وأما السابع فحال النوم واليقظة فان اعتدالهما يدل على اعتدال المزاج لا سيما في الدماغ وزيادة النوم بالرطوبة والبرودة وزيادة اليقظة لليبس والحرارة خاصة في الدماغ * وأما الثامن فهو الجنس المأخوذ من دلائل الافعال فان الافعال إذا كانت مستمرة على المجرى الطبيعي تامة كاملة دلت على اعتدال المزاج وان تغيرت عن جهتها إلى حركات مفرطة دلت على حرارة المزاج وكذلك إذا أسرعت فإنها تدل على الحرارة مثل سرعة النشو وسرعة نبات الشعر وسرعة نبات الأسنان وان تبلدت أو ضعفت وتكاسلت وأبطأت دلت على برودة المزاج على أنه قد يكون ضعفها وتبلدها وفتورها واقعا بسبب مزاج حار الا أنه لا يخلو مع ذلك عن تغيير عن المجرى الطبيعي مع الضعف وقد يفوت بسبب الحرارة أيضا كثير من الافعال الطبيعية وينقص مثل النوم فربما بطل بسبب المزاج الحار أو نقص ولذلك قد يزداد بعض الأحوال الطبيعية للبرد مثل النوم الا انها لا تكون من جملة الأحوال الطبيعية مطلقا بل يشرط وبسبب فان النوم ليس محتاجا إليه في الحياة والصحة حاجة مطلقة بل بسبب تخل من الروح عن الشواغل لما عرض له من التعب أو لما يحتاج إليه من الاكباب على هضم الغذاء لعجزه عن الوفاء بالامرين فاذن النوم انما يحتاج إليه من جهة

118

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست