responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 95


والحركة إلى داخل اما دفعة كما عند الفزع واما أو لافا ولا كما عند الحزن والاختناق والتحلل المذكوران انما يتبعان دائما ما يكون دفعة واما النقصان وذبول الغريزية فيتبع دائما ما يكون قليلا قليلا أعني بالنقصان الاختفاق بالتدريج وفي جزء جزء لا دفعة وقد يتفق أن يتحرك إلى جهتين في وقت واحد إذا كان العارض يلزمه عارضان مثل الهم فإنه قد يعرض معه غضب وحزن فتختلف الحركتان ومثل الخجل فإنه قد يقبض أولا إلى الباطن ثم يعود العقل والرأي فيبسط المنقبض فيثور إلى خارج فيحمر اللون وقد ينفعل البدن عن هيئات نفسانية غير التي ذكرناها مثل التصورات النفسانية فإنها تثير أمور الطبيعية كما قد يعرض أن يكون المولود مشابها لمن يتخيل صورته عند المجامعة ويقرب لونه من لون ما يلزمه البصر عند الانزال وهذه أحوال ربما اشمأز عن قبولها قوم لم يقفوا على أحوال غامضة من أحوال الوجود وأما الذين لهم غوص في المعرفة فلا ينكرونها انكار ما لا يجوز وجوده ومن هذا القبيل اتباع حركة الدم من المستعد لها إذا كثر تأمله ونظره في الأشياء الحمر ومن هذا الباب تضرس الانسان لاكل غيره من الخموضة واصابته الألم في عضو يؤلم مثله غيره إذا راعه ومن هذا الباب تبدل المزاج بسبب تصور ما يخاف أو يفرح به * ( الفصل الخامس عشر في موجبات ما يؤكل ويشرب ) * ما يؤكل ويشرب يفعل في بدن الانسان من وجوه ثلاثة فإنه يفعل فعلا بكيفيته فقط وفعلا بعنصره وفعلا بجملة جوهره وربما تقاربت مفهومات هذه الألفاظ بحسب التعارف اللغوي الا انا نصطلح في استعمالها على معان نشير إليها فاما الفاعل بكيفيته فهو ان يكون من شأنه ان يتسخن إذا حصل في بدن الانسان أو يتبرد فيسخن بسخونته ويبرد ببرده من غير أن يتشبه به واما بعنصره فان يكون بحيث يستحيل عن طباعه فيقبل صورة جزء عضو من أعضاء الانسان الا أن عنصره مع قبوله صورته قد يتفق أن يبقى فيه من أول الامر إلى أن يتم الانعقاد والتشبه يقيه من كيفياته التي كانت له ما هو أشد في بابها من الكيفيات لبدن الانسان مثل الدم المتولد من الخس فإنه يصحبه من البرودة ما هو أبرد من مزاج الانسان وان كان قد صار دما وصلح أن يكون جزء عضو انسان والدم المتولد من الثوم بالضد واما الفاعل بجوهره فهو الفاعل بصورته النوعية التي بها هو هو لا بكيفيته من غير تشبه بالبدن أو مع تشبه بالبدن وأعنى بالكيفية إحدى هذه الكيفيات الأربع فالفاعل بالكيفية لا مدخل لمادته في الفعل والفاعل بالعنصر هو الذي إذا استحال عنصره عن جوهره استحالة يوجبها قوة في البدن قام بدل ما يتحلل أولا وذكي الحرارة الغريزية بالزيادة في الدم ثانيا وربما فعل أيضا بالكيفية الباقية فيه ثالثا والفاعل بالجوهر هو الذي يفعل بصورة نوعه الحاصلة بعد المزاج الذي إذا امتزجت بسائطه وحدث منها شئ واحد استعد لقبول نوع وصوره زائدة على بسائط تلك الصورة ليست الكيفيات الأول التي للعنصر ولا المزاج الكائن عنها بل كمال يحصل للعنصر بحسب استعداد حصل له من المزاج مثل القوة الجاذبة في مغناطيس ومثل طبيعة كل نوع من أنواع الحيوان والنبات المستفادة بعد المزاج باعداد المزاج وليست من بسائط المزاج ولا نفس المزاج إذ ليست حرارة ولا برودة ولا رطوبة ولا يبوسة لا بسيطة ولا ممزوجة بل هي مثل لون أو رائحة أو نفس أو صورة أخرى

95

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست