responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 81


جدا بالقياس إلى مزاج الروح الغريزي فضلا عن المزاج الحادث بالاحتقان فإذا وصل إليه صدمه الهواء وخالطه ومنعه عن الاستحالة إلى النارية والاحتقانية المؤدية إلى سوء مزاج يزول به عن الاستعداد لقبول التأثير النفساني فيه الذي هو سبب الحياة وإلى تحلل نفس جوهره البخاري الرطب وأما التنقية فهي باستصحابه عند رد النفس ما تسلمه إليه القوة المميزة من البخار الدخاني الذي نسبته إلى الروح نسبة الخلط الفضل إلى البدن والتعديل هو بورود الهواء على الروح عند الاستنشاق والتنقية بصدوره عنه عند رد النفس وذلك لان الهواء المستنشق انما يحتاج إليه في تعديله أول وروده أن يكون باردا بالفعل فإذا استحال إلى كيفية الروح بالتسخين لطول مكثه بطلت فائدته فاستغنى عنه واحتيج إلى هواء جديد يدخل ويقوم مقامه فاحتيج ضرورة إلى اخراجه لاخلاء المكان لمعاقبه ولتندفع معه فضول جوهر الروح والهواء ما دام معتدلا وصافيا ليس يخالطه جوهر غريب مناف لمزاج الروح فهو فاعل للصحة وحافظ لها فإذا تغير فعل ضد فعله والهواء يعرض له تغيرات طبيعية وتغيرات غير طبيعية وتغيرات خارجة عن المجرى الطبيعي مضادة والتغيرات الطبيعية هي التغيرات الفضلية فإنه يستحيل عند كل فصل إلى مزاج آخر * ( الفصل الثالث في طباع الفصول ) * اعلم أن هذه الفصول عند الأطباء غيرها عند المنجمين فان الفصول الأربعة عند المنجمين هي أزمنة انتقالات الشمس في ربع ربع من فلك البروج مبتدئة من النقطة الربيعية واما عند الأطباء فان الربيع هو الزمان الذي لا يحوج في البلاد المعتدلة إلى ادفاء يعتد به من البرد أو ترويح يعتد به من الحر ويكون فيه ابتداء نشوء الأشجار ويكون زمانه زمان ما بين الاستواء الربيعي أو قبله أو بعده بقليل إلى حصول الشمس في نصف من الثور ويكون الخريف هو المقابل له في مثل بلادنا ويجوز في بلاد أخرى ان يتقدم الربيع ويتأخر الخريف والصيف هو جميع الزمان الحار والشتاء هو جميع الزمان البارد فيكون زمان الربيع والخريف كل واحد منهما عند الأطباء أقصر من كل واحد من الصيف والشتاء وزمان الشتاء مقابل للصيف أو أقل أو أكثر منه بحسب البلاد فيشبه ان يكون الربيع زمان الأزهار وابتداء الأثمار والخريف زمان تغير لون الورق وابتداء سقوطه وما سواهما شتاء وصيف فنقول ان مزاج الربيع هو المزاج المعتدل وليس على ما يظن أنه حار رطب وتحقيق ذلك بكنهه هو إلى الجزء الطبيعي من الحكمة بل ليسم ان الربيع معتدل والصيف حار لقرب الشمس من سمت الرؤس وقوة الشعاع الفائض عنها الذي يتوهم انعكاسه في الصيف اما على زوايا حادة جدا واما ناكصا على أعقابه في الخطوط التي نفذ فيها فيكثف عندها الشعاع وسبب ذلك في الحقيقة هو ان مسقط شعاع الشمس منه ما هو بمنزلة مخروط السهم من الأسطوانة والمخروط كأنه ينفذ من مركز جرم الشمس إلى ما هو محاذيه ومنه ما هو بمنزلة البسيط والمحيط أو المقارب للمحيط وان قوته عند سهمه أقوى إذا لتأثير يتوجه إليه من الأطراف كلها وأما ما يلي الأطراف فهو أضعف ونحن في الصيف واقعون في السهم أو بقرب منه ويدوم ذلك علينا سكان العروض الشمالية وفي الشتاء بحيث يقرب من المحيط ولذلك ما يكون الضوء في الصيف أنور مع أن المسافة من

81

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست