responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 80


وما يشبههما والأسباب السابقة والبادية تشترك في أنه قد يكون بينهما وبين هذه لأحوال واسطة ما والأسباب البادية والأسباب الواصلة تشترك في أنه قد لا يكون بينهما وبين الحالة المذكورة واسطة لكن الأسباب السابقة تنفصل عن الأسباب الواصلة بأن الأسباب السابقة لا يليها الحالة بل بينهما أسباب أخرى أقرب إلى الحالة من السابقة والأسباب السابقة تنفصل من البادية بأنها بدنية وأيضا فان الأسباب السابقة يكون بينها وبين الحالة واسطة لا محالة والأسباب البادية ليس يجب فيها ذلك والأسباب الواصلة لا يكون بينها وبين الحالة واسطة البتة والأسباب البادية ليس يجب فيها ذلك بل الأمران فيها ممكنان فالأسباب السابقة هي أسباب بدنية أعني خلطية أو مزاجية أو تركيبية هي الموجبة للحالة ايجابا غير أولى أعني توجبها بواسطة والأسباب الواصلة أسباب بدنية توجب أحوالا بدنية ايجابا أوليا أي بغير واسطة والأسباب البادية أسباب غير بدنية توجب أحوالا بدنية ايجابا أوليا وغير أولى مثال الأسباب السابقة الامتلاء للحمى وامتلاء أوعية العين لنزول الماء فيها ومثال الأسباب الواصلة العفونة للحمى والرطوبة السائلة إلى النفث للسدة والسدة للحمى ومثال الأسباب البادية حرارة الشمس وشدة الحرارة أو الغم أو السهر أو تناول شئ مسخن كالثوم كل ذلك للحمى أو الضربة للانتشار ونزول الماء في العين وكل سبب اما سبب بالذات كالفلفل يسخن والأفيون يبرد واما بالعرض كالماء البارد إذا سخن بالتكثيف وتحقن الحرارة والماء الحار إذا برد بالتحليل والسقمونيا إذا برد باستفراغ الخلط المسخن وليس كل سبب يصل إلى البدن يفعل فيه بل قد يحتاج مع ذلك إلى أمور ثلاثة إلى قوة من قوته الفاعلة وقوة من قوة البدن الاستعدادية وتمكن من ملاقاة فأحدهما الآخر زمانا في مثله يصدر ذلك الفعل عنه وقد تختلف أحوال الأسباب عند موجباتها فربما كان السبب واحدا واقتضى في أبدان شتى أمراضا شتى أو في أوقات شتى أمراضا شتى وقد يختلف فعله في الضعيف والقوى وفي شديد الحس وضعيف الحس ومن الأسباب ما هو مخلف ومنها ما هو غير مخلف والمخلف هو الذي إذا فارق يبقى تأثيره وغير المخلف هو الذي يكون البرء مع مفارقته ونقول ان الأسباب المغيرة لأحوال الأبدان والحافظة لها اما ضرورية لا يتأتى للانسان التقصي عنها في حياته واما غير ضرورية والضرورية ستة أجناس جنس الهواء المحيط وجنس ما يؤكل ويشرب وجنس الحركة والسكون البدنيين وجنس الحركات النفسانية وجنس النوم واليقظة وجنس الاستفراغ والاحتقان فلنشرع أو لا في جنس الهواء * ( الفصل الثاني في تأثير الهواء المحيط بالأبدان ) * الهواء عنصر لأبداننا وأرواحنا ومع أنه عنصر لأبداننا وأرواحنا فهو مددة يصل إلى أرواحنا ويكون علة اصلاحها لا كالعنصر فقط لكن كالفاعل أعني المعدل وقد بينا ما نعنى بالروح فيما سلف واسنا نعنى به ما تسميه الحكماء النفس وهذا التعديل الذي يصدر عن الهواء في أرواحنا يتعلق بفعلين هما الترويح والتنقية والترويح هو تعديل مزاج الروح الحار إذا أفرط بالاحتقان في الأكثر وتغيره وأعنى بالتعديل التعديل الإضافي الذي علمته وهذا التعديل يفيده الاستنشاق من الرئة ومن منافس النبض المتصلة بالشرايين والهواء الذي يحيط بأبداننا بارد

80

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست