responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 108


كما للحم أو مستفادة أحدثها وجمع أو حركة عنيفة أو شئ من المسخنات والكسر يحدث الورم لشئ من هذه الأسباب المذكورة مثل الرض وضغط العضو والتمديد الذي به يجبر والعظم نفسه بل السن قد يرم لأنه يقبل النمو من الغذاء ويقبل الابتلال والعفونة فيقبل الورم * ( الفصل التاسع عشر في أسباب الوجع على الاطلاق ) * ولأن الوجع هو أحد الأحوال الغير الطبيعية العارضة لبدن الحيوان فلنتكلم في أسبابه كلاما كليا ونقول ان الوجع هو الاحساس بالمنافي وجملة أسباب الوجع منحصرة في جنسين جنس يغير المزاج دفعة وهو سوء المزاج المختلف وجنس يفرق الاتصال وأعنى بسوء المزاج المختلف أن يكون للأعضاء في جواهرها مزاج متمكن ثم يعرض عليها مزاج غريب مضاد لذلك حتى تكون أسخن من ذلك أو أبرد فتحس القوة الحاسة بورود المنافى فيتألم فان الألم ان يحس المؤثر المنافى منافيا واما سوء المزاج المتفق فهو لا يؤلم البتة ولا يحس به مثل أن يكون المزاج الردئ قد تمكن من جوهر الأعضاء وأبطل المزاج الأصلي وصار كأنه المزاج الأصلي وهذا لا يوجع لأنه لا يحس لان الحاس يجب أن ينفعل من المحسوس والشئ لا ينفعل عن الحالة المتمكنة التي لا تغيره في حالة فيه بل انما ينفعل عن الضد الوارد المغير إياه إلى غير ما هو عليه ولهذا ما يحس صاحب حمى الدق من الالتهاب ما يحس به صاحب حمى اليوم أو صاحب حمى الغب مع أن حرارة الدق أشد كثيرا من حرارة صاحب الغب لان حرارة الدق مستحكمة مستقرة في جوهر الأعضاء الأصلية وحرارة الغب واردة من مجاورة خلط عن أعضاء محفوظ فيها مزاجها الطبيعي بعد بحيث إذا تنحى عنها الخلط بقى العضو منها على مزاجه ولم يثبت فيه الحرارة الا أن تكون قد تشبثت وانتقلت العلة إلى الدق وسوء المزاج المتفق انما يتمكن من العضو بتدريج وقد يوجد في حال الصحة مثال يقرب هذا إلى الفهم وهو ان المعافص بالاستحمام شتاء إذا استحم بالماء الحار بل بالفاتر عرض له منه اشمئزاز وتأذ لأن كيفية بدنه بعيدة عنه مضادة إياه ثم يألفه فيستلذه كما يتدرج إلى الاستحالة عن حالة البرد العامل فيه ثم إذا قعد ساعة في الحمام الداخل فربما يتفق أن يصير بدنه أسخن من ذلك الماء فإذا عوفص بصب الماء الأول بعينه عليه اقشعر منه على أنه يستبرده فإذا علمت هذا فنقول انه وان كان أحد جنسي أسباب الألم هو سوء المزاج المختلف فليس كل سوء مزاج مختلفا بل الحار بالذات والبارد بالذات واليابس بالعرض والرطب لا يؤلم البتة لان الحار والبارد كيفيتان فاعلتان واليابس والرطب كيفيتان انفعاليتان قوامهما ليس بان يؤثر بهما جسم في جسم بل بان يتأثر جسم من جسم واما اليابس فإنما يؤلم بالعرض لأنه قد يتبعه سبب من الجنس الآخر وهو تفرق الاتصال لان اليابس لشدة التقبيض ربما كان سببا لتفرق الاتصال لا غير اما جالينوس فإنه إذا حقق مذهبه رجع إلى أن السبب الذاتي للوجع هو تفرق الاتصال لا غير وان الحار انما يوجع لأنه يفرق الاتصال وأن البارد انما يوجع أيضا لأنه يلزمه تفرق الاتصال وذلك لأنه لشدة تكثيفه وجمعه يلزمه لا محالة ان تنجذب الاجزاء إلى حيث يتكاثف عنده فيتفرق من جانب ما ينجذب عنه وقد تمادى هو في هذا الباب حتى أوهم في بعض كتبه ان جميع المحسوسات تؤذى مثل ذلك أعني تؤذى بتفريق أو جمع يلزمه تفريق فالأسود في

108

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست