نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 405
وكذلك تختلف الخلايا المتجاورة في البنكرياس فهذه تفرز مواد هاضمة للدهنيات . . وتلك تفرز مواد هاضمة للبروتينات وأخرى إلى جوارها تفرز مواد هاضمة للنشويات . وبين هذه الكتل من الخلايا خلايا تعرف بجزر لانجرهان . . وفي هذه الجزر نوعان من الخلايا تفرز إحداها الأنسولين الذي يحرق السكر ويطلق الطاقة وتفرز الأخرى هرمونا آخر ( الجلوكاجون ) Glucagon على النقيض منه يخزن السكر ويحتفظ بالطاقة . . وهكذا في كل عضو وفي كل نسيج وفي كل خلية آية من آيات ربي . . من يقول لهذه الخلايا الصماء أنت ستكونين قلبا ينبض . . وأنت ستكونين خلايا في الدماغ تفكر . . وأنت ستكونين معدة تهضم . . وهذه المجموعة ستكون رئة تتنفس . . وتلك المجموعة لسانا تنطق . من يهديها . . من يرشدها من يوجهها . . من غير الله الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى . ومع هذا افتح كتابا في علم الأجنة فستجده يتحدث إليك عن قدرة الخلايا الذاتية العجيبة . . ومهارتها في التشكيل والتنوع . . لن تجد كتابا واحدا يقول لك بصراحة ان الذي يوجهها ويهديها ويرشدها هو الله خالقها وبارءها ومصورها . . لماذا ؟ لان العلم اصطدم بالكنيسة منذ أول ظهوره فبقيت العقدة مستعصية على الحل . . ولا بد أن يبقى العلم محايدا كما يقولون يصف الظاهرة ولا يعللها الا بما يراه . . فان لم يجد ما يراه قال إن لها توجيها ذاتيا . . ولم يزدنا علما بمن يوجهها هذا التوجيه الذاتي المحض في خلايا لا تدرك ولا تعقل من أمرها شيئا . . ويبقى العلم الحديث للأسف محدودا بالظاهر فقط . . وصدق الله العظيم حين يقول : * ( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا . . وهم عن الآخرة غافلون ) * .
405
نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 405