نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 160
وإذا دققنا النظر في كل حيوان منوي وجدناه كالقذيفة الصاروخية . . له رأس مصفح مدبب وله عنق صغير وله ذيل طويل بواسطته يتحرك وينطلق ليقطع المفاوز حتى يصل إلى البويضة أو يموت . . ورأس الحيوان المنوي المصفح لا يزيد عن خمسة ميكرونات ( والميكروان واحد على المليون من الميتر ) وهو يحتوي على أسرار الوراثة كاملة ينقلها من الأب إلى الابن أو البنت على هيئة 23 جسيما ملونا ( كروموسوما ) . . وقد تحدثنا في الفصل السابق عن شئ من أسرار هذه الجسيمات الملونة . . فليعد إليها من يريد المزيد من التفاصيل . . وعلى قمة رأس الحيوان المنوي قلنسوة مصمتة مصفحة . . ذلك أن هذه القذيفة الموجهة تواجه أخطارا أثناء رحلتها الطويلة عبر المهبل فالرحم حتى تصل إلى قناة الرحم ومن ثم إلى البويضة ليتم التلقيح . . أما العنق القصير ففيه مصدر الطاقة لهذه القذيفة الموجهة وتسمى الميتوكوندريا أو المصورة الحية وهي تحول السكر إلى طاقة حتى تمد هذه القذيفة بحاجتها أثناء رحلتها الطويلة . . ويبقى الذيل موجها لحركة هذه القذيفة ومساعدا لها على السباحة في خضم بحر المني وأمواجه المتلاطمة . . فيضرب الحيوان المنوي بسوطه عبر هذه الإفرازات المتعاقبة حتى يصل إلى بغيته . . وبواسطتها يسير بسرعة ميليمترين في الثانية الواحدة . . وهي مسافة تبلغ أضعاف أضعاف حجمه [1] . وليست كل الحيوانات المنوية على وتيرة واحدة . . فهي أمة كاملة بل أمم متكاملة فمنها القصير ومنها الطويل . . ومنها القوي ومنها الضعيف ومنها ذو الرأس ومنها ذو الرأسين . . ومنها من له رأس مدبب ملتوي . . ومنها الذكور ومنها الإناث . . ونقصد بالذكور الحيوانات المنوية التي تحمل
[1] وقد تقدم أن الأبحاث الحديثة تقول ان تقلصات الرحم أثناء الجماع هي المسؤولة عن شفط وسحب السائل المنوي مختلطا بماء المرأة .
160
نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 160