نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 521
الزوجة . وهي لفتة بارعة من لفتات الاسلام إلى حق المرأة في عصر لم يكن يعترف لها بحقوق " . . . . أسباب فشل العزل في منع الحمل : إذا أراد الله أن يكون الولد فلا بد سيكون مهما حاول الانسان منع ذلك وقد ذكرنا الأحاديث الواردة في ذلك . . وهي في حد ذاتها اعجاز لان الناس كانت تظن أن الولد انما يخلق من كل الماء فقال صلى الله عليه وسلم " ما من كل الماء يكون الولد . وإذا أراد الله أن يخلق شيئا لمن يمنعه شئ " . والأسباب القريبة التي جعلها الله لفشل العزل هي ان الرجل يفرز أثناء الملاعبة أو الجماع افرازا خفيفا يسمى المذي . . . وإذا فحصنا هذا المذي وجدنا به مجموعة من الحيوانات المنوية . . . فيجعل الله لاحدها سبيلا إلى الوصول إلى الرحم ومنه إلى قناة الرحم حيث توجد البويضة ليلقحها فيكون الولد . . . ليس هذا فحسب ولكن فحص البول للرجال المحصورين ( أي الذين ليست لهم زوجات ) يرينا مجموعة من الحيوانات المنوية في البول . . وعلى هذا لا يستغرب أن يقع حمل مع العزل . . فان من المذي حيوانات منوية وان كانت قليلة العدد . . الا انها تكون سببا للحمل إذا أراد الله ذلك . . واستمع إلى الإمام ابن القيم وهو يذكر هذه الحقيقة منذ مئات السنين وقبل أن يكتشفها العلم الحديث . . يقول في مفتاح دار السعادة [1] ما يلي : " فإنه إذا قدر خلق الولد سبق الماء والواطئ لا يشعر ، بل يخرج منه ماء يمازج ماء المرأة ، لا يشعر به ويكون سببا في خلق الولد . . ولهذا قال صلى الله عليه وسلم " ليس من كل الماء يكون الولد " فلو خرج منه نطفة لا يحس بها لجعلها الله مادة الولد " قلت ( والكلام لابن القيم ) مادة الولد ليست مقصورة على على وقوع الماء بجملته في الرحم بل إذا قدر الله خلق الولد من الماء فلو وضع على صخرة لخلق منه