نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 49
وعندئذ ينطلق العقال الذي كان يكبت الغدة النخامية ويجمح جماحها . . فتعلم انه قد آن الأوان لها ان ترسل هرموناتها المنشطة المغذية لغدد التناسل فتفعل ذلك سريعا . . . وكلمة هرمون تعني رسولا . . وهذه الهرمونات ليست الا رسلا كيماوية تنتقل عبر الدم من غدة إلى أخرى أو من غدة إلى بقية الجسم وتؤثر فيه تأثيرا شديدا . . هذه الرسل الكيماوية لا توزن بالكيلو جرام ولا حتى بالجرام كما يوزن الذهب أو الفضة . . ولكنها توزن بالنانا جرام والميكرو جرام ( واحد على بليون من الجرام وواحد على مليون من الجرام ) نعم انها كمية ضئيلة جدا ولكنها رغم ضآلتها وحقارة وزنها خطيرة جدا فان أقل خلل في أي منها قد يسبب الموت أو التشوه الخلقي والعقلي أو القصور الجسمي والجنسي والنفسي . . تفرز ملكة الغدد ( الغدة النخامية ) عدة هرمونات تتحكم في جميع الغدد الصماء في الجسم . . ولا تتوقف عن هذا الافراز منذ أن يولد الطفل بل قبل أن يولد حتى يموت . . إلا في الغدد التناسلية فان الافراز لا يتم الا عند البلوغ . . أي عندما تتوقف الأوامر المثبطة من منطقة المخ المسماة بتحت المهاد HYPOTHALAMUS عندئذ ترسل الغدة النخامية هرموناتها إلى الخصية في الذكر والى المبيض في الأنثى . . البلوغ في الذكر : ترسل ملكة الغدد ( الغدة النخامية ) هرموناتها إلى الخصية فتنبه الخلايا الجرثومية ( الأولية ) الموجودة بجدار القنيات [1] المنوية فتقوم من هجعتها الطويلة . . وتنقسم منذ تلك اللحظة وتتوالى انقساماتها لتكون الحيوانات المنوية بالملايين بل بآلاف الملايين فإن كل قذفة مني تحتوي على ما يقرب من