نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 164
المشع وحولها المئات من الحيوانات المنوية يقتتلون على جدارها . . وهي لا تقر لهم بوصل ولا تعترف لهم بعاطفة . . فهي لزوجها ولزوجها فقط . . ذلك هو الذي اختارته لها يد القدرة المبدعة . . ولا يجد هؤلاء المساكين الا أن يموتوا كمدا على جدارها . . وتتحلل أجسادهم ليفتحوا الطريق لزميلهم الذي اختارته يد القدرة المبدعة . . فتحلل أجسادهم يذيب شيئا من صلابة جدار البويضة بما يسمح للحيوان المنوي المختار ان يلج بسهولة ويصل إلى مقره ومثواه . سبب كبر حجم البويضة وصغر حجم الحيوان المنوي : ولعل القارئ يسأل لماذا البويضة كبيرة بهذا الشكل بينما الحيوان المنوي متناه في الصغر ؟ سؤال وجيه وقبل أن نجيب عليه نزيد هذه الحقيقة توضيحا . . ان البويضة هي أكبر خلية في جسم الانسان . . فهي تبلغ في قطرها 200 ميكرون بينما الحيوان المنوي لا يزيد عن خمسة ميكرونات . . ومع هذا فان الحيوان المنوي يساهم بنصف مكونات الجنين تماما كما تساهم البويضة . . فما السر اذن في كبر حجم البويضة ؟ ان السر يكمن في أن البويضة هي المسؤولة عن تغذية هذه النطفة الأمشاج المكونة من كروموسومات الحيوان المنوي ( الأب ) وكروموسومات البويضة ( الام ) . . وعليها ان تقوم بالتغذية حتى تعلق النطفة وتنشب في جدار الرحم لتصبح العلقة . وهكذا الام دائما تقوم باضعاف اضعاف بما يقوم به الأب . . فهي المسؤولة عن تغذية النطفة الأمشاج حتى تبلغ مرحلة العلوق بجدار الرحم . . وهناك تعطية من دمائها وتوفر له الغذاء والهواء والحماية الكاملة . . وتأخذ منه السموم التي يفرزها جسمه أثناء نموه حتى يأذن الله بخروجه متكامل البناء سوي الأعضاء تلقمه ثديها وتغذيه بلبنها وعطفها وحنانها . . فلا غرو بعد ذلك أن جعل
164
نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 164