والتي تنتهي بنهاية الأسبوع الثامن وتبدأ من نهاية الأسبوع الرابع هي مرحلة تكوين الأعضاء والأجهزة وتكوين الجهاز الهيكلي وتكوين الجهاز العضلي وتصوير الوجه وشق السمع والبصر وتكوين الجلد واللحم والعظم . " إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ثم قال يا رب ذكر أو أنثى فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك " أخرجه مسلم .
نزعه عرق :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " جاء رجل من بني فزارة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ولدت امرأتي غلاما أسود ، وهو حينئذ يعرض بأن ينفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل لك من إبل ؟ قال نعم قال فما ألوانها ؟ قال حمر قال هل فيها من أورق ( أسمر أو ما كان لونه كلون الرماد ) قال : ان فيها لورقا . قال :
فأنى أتاها ذلك ؟ قال عسى أن يكون نزعه عرق قال فهذا عسى أن يكون نزعه عرق ولم يرخص له في الانتفاء منه " [1] رواه الشيخان البخاري ومسلم وأصحاب السنن الأربعة والدارقطني وأحمد .
وقد دل هذا الحديث على سعة علمه صلى الله عليه وسلم مع قدرته التي لا تدانى في الحوار والاقناع بحيث أرجع السائل إلى ما يعهده من إبله سائلا إياه عن ألوانها حتى إذا قرر السائل الحقيقة بنفسه كانت الحجة دامغة تملأ عقله وقلبه . . وتزيل ما قد ران على قلبه من ظلال الشك القاتمة في زوجته التي لم يكن لها من ذنب الا انها ولدت غلاما أسود . . . وفي رواية لأبي داود ان السائل قال : ان امرأتي ولدت غلاما أسود إني أنكره " .
وقد قال أغلب العلماء والأئمة على أنه إذا لم يكن له قرينة يستدل بها على زنى الزوجة فليس له أن يتهمها إذا جاءت بولد لا يشبه أحد أبويه . . قال الامام النووي في المجموع شرح المهذب ج 16 - صفحة 190 ( تحقيق وتكميل

[1] يراجع فتح الباري حديث رقم 5035 ، 6847 ، 7314 . ومسند أحمد ج 2 / 52 ، 58 .

152