responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تذكرة أولى الألباب نویسنده : الشيخ داود الأنطاكي    جلد : 1  صفحه : 145


للحرارة في التصعيد ودخول المسالك النفسانية فيطرب وذلك هو الاختلاط وقد يكون أحد جنبي الدماغ أضعف فيمتلئ أولا لبطلان الخلاء وضرورة ضبط البخار ومن هنا يلزم صحو الأقوى بسرعة لان الصاعد بلطف يتحلل كذلك وبهذا يعلم أن الدماغ به يكون أثقل من الغذاء وإن كان هو أخف وأن تفريحه بسبب تكثير الروح وإخراجها تدريجا وإيجابه الشجاعة والسخاء وحسن الادراك بتقوية القلب وبسط الحرارة لان أضدادها بأضداد ذلك وأن اختلاف الناس فيه باعتبار الأخلاق مستند إلى لطف الخلط وعدمه سواء وقعت الحالة أولا أو وسطا أو آخرا فان الدموي يسر به كثيرا مطلقا إن لطف وإلا فان سر أو لا فلقرب اعتداله أو وسطا فللطف الأكثر منه وإلا فلكثافته وهكذا يقال فيمن يحدث منه الغم والبكاء فإنه إن دام فلفرط كثافة السوداء أو حدث أولا فلرقتها وسرعة إزالة الشراب ذلك أو وسطا فلاعتدالها وهكذا الغضب وسوء الخلق في الصفراء والسكوت في البلغم وأما كراهته أولا واستلذاذه ثانيا فلكمال الاشعار بالادراك قبل الشراب ونقصه تدريجا بعده وأما من عرض له صداع ثانيا مفرط وكرب وغثيان فذلك إنما هو لحرارة مزاجه ومعدته فيستحيل للطفه فيها مرارا وربما خرج بالقئ زنجاريا ونحوه وهؤلاء ينبغي أن لا يستعملوا منه إلا الأبيض ويسقون الشراب بنحو البذر قطونا ويستعملون معه كل قابض وحامض وعطري كالزرشك والرمان والطباشير والصندل الأحمر وقرص الكافور وعكس ذلك من وجد بعده الجشاء الحامض وسوء الهضم فان الشراب قد انقلب عنده خلا للبرد فيأخذ كالفلافلي والفوتنجي والسعد والقرنفل ومن لم يطلق الاستكثار منه وأراده فلا يمتلئ من الطعام فان فعل تقايأه ثم نقى المعدة بالاورمالى وغسل الوجه بالماء والخل ثم يتناول فلا يضر وإلى أمثال هذه العوارض أشرنا إلى أن شرط الشراب الأجود أن كون منتقلا فان ذلك دليل اللطف وأن يكون مع انتقاله مناسبا للاخذ في نحوسن وبلد وزمن وغيرها معتدلا في جميع صفاته بين البياض والحمرة والرقة والغلظ قواما طيب الرائحة كالريحاني إلى غير ذلك حتى في الزمان فلا التفات إلى ما شاع من أنه كلما قدم كان أجود لان القديم كثير النارية سريع الاستحالة والحديث مسدد منفخ فإن لم يوجد ما ذكرنا فالممزوج بثلثه من الماء العذب بعد طبخه إلى ذهاب الماء كذا قرره الشيخ والمتجه أن هذا بارد المزاج وأن قليل المصعد المعروف الآن بالعرقي خير للمشايخ والمبرودين والأدمغة الضعيفة والمعد المزلقة والأحمر لواسع العروق والرقيق لضيقها وإذا وقع على الشرط الذي ذكرناه كل خمسة عشر يوما مرة سر النفس وصفى الفكر والذهن وقوى الحواس والبدن واستأصل شأفة الاخلاط كلها وقيل كل شهر مرة وأما الاكثار منه والامتلاء به وأخذه على الريق فضار جدا يحدث الرعشة والتشنج والفالج وضعف العقل وفوق الاكل المفاصل ونحوها ، ومن أراد أن يبطئ بالسكر فليأخذ قبله البزرقطونا والكرنب والمر والرمان ، ومن أراد سرعته بلا ضرر فليمزج فيه الزعفران أو يمرس فيه الياسمين والحماض البستاني والكبابة والبسباسة أو يضر فالبنج والأفيون ووسخ أذن الحمار وعرق الجمل ، وأما ما يزيل رائحته فالكزبرة والنعناع والثوم والقاقلا والزرنباد أكلا وغرغرة فان ذلك مع قطع رائحته يقوى فعله في الهواضم والاحشاء لاجتماع عطريتها ولطف الشراب . واعلم أنها مع الزعفران تجبر العظام وتشد القلب والكبد وتبعث على تفريح وسرور زائدين ومتى شربت على الطعام فإن كانت رقيقة لم تعظم نكايتها وإلا اشتدت وقد علمت صناعة الخمر إجمالا وأن ألوانها إما بالأصل أو المزج ، وأما تفصيلها فأن تجعل بعد العصر في مزفت أو مقير فمن أرادها رقيقة شمسها لكن يكون إسكارها ضعيفا وقد يغلى ماء العنب حتى يذهب ربعه ويوعى

145

نام کتاب : تذكرة أولى الألباب نویسنده : الشيخ داود الأنطاكي    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست