نام کتاب : إمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي نویسنده : محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 122
وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة مخلص له الايمان ، غير جاحد ولا منكر له بربوبيته ووحدانيته ، بل شهادة تصدق نسبته لنفسه وأنه كما قال عز وجل : ( قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد ) . وكذلك ربنا عز وجل . وصلى الله على سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله خاتم النبيين . أما بعد ، فإني نظرت في رسالة ابن عمي العلوي الأديب ، والفاضل الحبيب ، والمنطقي الطبيب ، في إصلاح الأجسام وتدبير الحمام ، وتعديل الطعام ، فرأيتها في أحسن التمام ، ووجدتها في أفضل الانعام ، ودرستها متدبرا ، ورددت نظري فيها متفكرا ، فكلما أعدت قراءتها والنظر فيها ظهرت لي حكمتها ، ولاحت لي فائدتها ، وتمكنت من قلبي منفعتها ، فوعيتها حفظا ، وتدبرتها فهما ، إذ رأيتها من أنفس العلائق ، وأعظم الذخائر ، وأنفع الفوائد ، فأمرت أن تكتب بالذهب لنفاستها ، وحسن موقعها ، وعظم نفعها ، وكثرة بركتها . وسميتها المذهبة ، وخزنتها في خزانة الحكمة ، وذلك بعد أن نسخها آل هاشم فتيان الدولة ، لأن بتدبير الأغذية تصلح الأبدان ، وبصحة الأبدان تدفع الأمراض ، وبدفع الأمراض تكون الحياة ، وبالحياة تنال الحكمة ، وبالحكمة تنال الجنة . وكانت أهلا للصيانة والادخار وموضعا للتأهيل والاعتبار ، وحكيما يعول عليه ، ومشيرا يرجع إليه ، ومن معادن العلم آمرا وناهيا ينقاد له ، ولأنها خرجت من بيوت الذين يوردون حكم الرسول المصطفى وبلاغات الأنبياء ، ودلائل الأوصياء وآداب العلماء ، وشفاء للصدور والمرضى من أهل الجهل والعمى ، رضوان الله عليهم ورحمته وبركاته أولهم وآخرهم وصغيرهم وكبيرهم . فعرضتها على خاصتي ، وصفوتي من أهل الحكمة والطب ، وأصحاب التأليف والكتب المعدودين في أهل الدراية ، والمذكورين بالحكمة . . وكل مدحها وأعلاها ، ورفع قدرها وأطراها ، إنصافا لمصنفها ، وإذعانا لمؤلفها ، وتصديقا له في ما حكاه فيها . فمن وقعت له هذه الرسالة من بعدنا من أبنائنا وأبناء دولتنا ورعايانا وسائر الناس على طبقاتهم ، فليعرف قدرها ، والموهبة لها ، وتمام النعمة عليه ، وليأخذها بشكر ، فإنها أنفس من العقيان ، وأعظم خطرا من الدر
122
نام کتاب : إمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي نویسنده : محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 122