responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي نویسنده : محمد علي البار    جلد : 1  صفحه : 79


ما كتبه الإمام علي الرضا بخطه على عهد المأمون [1] ( بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله الفعال لما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ، يعلم خائنة الأعين ، وما تخفي الصدور . وصلواته على نبيه محمد خاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين .
( أقول وأنا علي بن موسى بن جعفر أن أمير المؤمنين عضده الله بالسداد ووفقه للرشاد ، عرف من حقنا ما جهله غيره ، فوصل أرحاما قطعت ، وأمن نفوسا فزعت ، بل أحياها بعد أن أمن الحياة أنسيت ، فأغناها بعد فقرها ، وعرفها بعد نكرها ، مبتغيا بذلك رضا رب العالمين ، لا يريد جزاء من غيره وسيجزي الله الشاكرين ولا يضيع أجر المحسنين .
وإنه جعل إلي عهده والامرة الكبرى إن بقيت بعده ، فمن حل عقدة أمر الله بشدها أو فصم عروة أحب الله نشافها فقد أباح الله حريمه وأحل محرمه ، إذ كان بذلك زاريا على الامام ، منتهكا حرمة الاسلام . وخوفا من شتات الدين ، واضطراب أمر المسلمين . وحذر فرصة تنتهز ، وناعقة تبتدر ، جعلت لله على نفسي عهدا إن استرعاني أمر المسلمين وقلدني خلافة العمل فيهم عامة ، وفي بني العباس بن عبد المطلب خاصة ، أن أعمل فيهم بطاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا أسفك دما حراما ، ولا أبيح فرجا ولا مالا إلا ما سفكته حدوده ، وأباحته فرائضه ، وأن أتخير الكفاة جهدي وطاقتي ، وجعلت بذلك على نفسي عهدا مؤكدا يسألني الله عنه ، فإنه عز وجل يقول : ( وأوفوا بالعهد ، إن العهد كان مسؤولا ) . وإن أحدثت أو غيرت أو بدلت كنت للعزل مستحقا ، وللنكال متعرضا وأعوذ بالله من سخطه ، وإليه أرغب في التوفيق لطاعته ، والحول بيني وبين معصيته في عافية لي وللمسلمين . . . وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين . لكنني امتثلت أمر أمير المؤمنين ، وآثرت رضاه . والله تعالى يعصمني وإياه ، وأشهدت الله على نفسي بذلك وكفى بالله شهيدا . وكتبت بخطي بحضرة أمير المؤمنين ، أطال الله بقاه ، والحاضرين من



[1] ابن الصباغ : الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة ص 258 - 260 .

79

نام کتاب : إمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي نویسنده : محمد علي البار    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست